بعد يومين من الصمود الأسطوري للمقاومين الفلسطينيين في مخيم جنين، وبعد إدراك الكيان المؤقت بأن عدوانه على المخيم يتجه نحو هزيمة نكراء واقعةٌ لا محالة، استعان بموقع “إيلاف” السعودي عبر “دانيئيل هجاري” (الناطق بلسان جيش العدو الإسرائيلي)، لكي يتحدث عن “قرب انتهاء عملية جنين”، قبل ساعات من الإعلان الرسمي لجيش الاحتلال الإسرائيلي عن “انتهاء العملية العسكرية في جنين”
إن العصيان المدني غير العنيف أمر مشروع وله إنجازات تاريخية. على الاحتجاج أن يتوجه إليه بدون تردد أو خوف. وإذا اختار نتنياهو “إضعاف” القانون وزرع التردد، فهل تجدر المحاربة ضده بكل الأدوات؟ سيكون طلبنا واضحاً: لن تكون هناك أي مصالحة أو أي محادثات عبثية قبل وقف كامل لقوانين الانقلاب وإلغائها، التي تم البدء في سنها. وإذا صمم نتنياهو على إجازة القانون خلال أسبوعين فستكون أمامنا أزمة دستورية. عدم امتثال رجال الاحتياط سيتم تفعيله، والاحتجاج سيزداد، والمحكمة العليا ستلغي القانون. وهي حالة ستوضع أمام حراس العتبة الذين سيقفون أمام امتحان. سيضطر نتنياهو المهزوم لمواجهة الجشع المحموم لشركائه مع إحباط مؤيديه من الداخل ومع ظل محاكمته في الخلفية. ستكون خطوة مهمة في الطريق إلى الانتصار، الذي سيأتي وإن تأخر.
في سياق هذه المعادلة، قال المراسل العسكري لموقع “واللا” الإسرائيلي أمير بوخبوط: “انهار مفهوم الجيش الإسرائيلي للدفاع في اللحظة التي أعقبت استثمار مليارات الشواقل على الحدود المصرية، وهناك العديد من الأسئلة العميقة والتي لا تتعلق فقط بالملاحظات التكنولوجية”.
جاءت العملية على الحدود المصرية والتي أسفرت عن مقتل ثلاثة من الجنود الصهاينة واستشهاد الجندي المصري، في توقيت حرج تمر به المنطقة والعدو الصهيوني، لتزيد من عمق أزمة العدو، وقد وصفها بالخطيرة والمؤلمة.
إذا وجدت الولايات المتحدة نفسها وقد فقدت الكثير من التاثير السياسي خاصة والميداني، ولأنها أعجز من أن تفجر المنطقة بالكامل لأسباب عدة، فقد اختارت الضغط على دمشق من جهة، وعلى حليفتها موسكومن جهة أخرى، وهذا الضغط تمثل بالإجراءات التصعيدية التي ذكرناها آنفاً بهدف خلط الاوراق من جديد
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
71 من الزوار الآن
3196010 مشتركو الموقف شكرا