مرة أخرى، تلقي عملية “عشّاق الحرية” من سجن الجلبوع حجرًا في المياه الفلسطينية الراكدة، لتوقظ روح الثورة في شعب ما زال يأبى الخضوع والاستكانة لجبروت الواقع الاستعماري، الذي يجثم على أرضه منذ قرن من الزمن.
شكّلت الحملة التضامنية مع الأسرى الستة الذين انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع بنفق حفروه بأدوات بدائية قبل عدة أيام؛ شكلت حدثا مهماً في تاريخ نضال الحركة الأسيرة ضد السجان الإسرائيلي، ومواجهة قراراته الظالمة، عبر إضرابات جماعية داخل المعتقلات واعتصامات شعبية في مدن فلسطينية وصولاً إلى ابتكار فكرة أنفاق الحرية؛
اعتقال اربعة من الذين كسروا القيد نحو الحرية، لا يعني مطلقاً ان العملية البطولية التي قام بها هؤلاء الأبطال لم تحقق هدفاً كبيراً وهو هز أركان الكيان الصهيوني في مؤسساته التي يدعي تفوقها، اي… المؤسسة العسكرية والأمنية ومؤسسة الشرطة والمخابرات.
لم يكن هروب ستّة أسرى فلسطينيّين من سجن «جلبوع» الإسرائيلي شديد الحراسة مشهداً هوليوودياً مقتطعاً من شرائط سينما، بقدر ما كان تعبيراً حقيقياً عن إرادة شعبٍ قابعٍ تحت الاحتلال، ينهض مرّة بعد أخرى كالعنقاء من تحت الرّماد، ليؤكّد حقّه في الحياة والحرية.
فعلها الأبطال الستة وصنعوا فيضان الروح، وأشعلوا ثورة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال، إنهم فتية الحلم العابر القاهر لعجزنا وإحباطنا، الذين اجترحوا معجزة التحرر الذاتي من سجن «جلبوع»، وحفروا نفق الخروج المبدع من المعتقل الأشد تحصينا في كيان الاحتلال الإسرائيلي.
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
49 من الزوار الآن
3204181 مشتركو الموقف شكرا