في المقابل، ترى مصادر قريبة من تيار المستقبل وتحالفه، أن من المبالغ فيه، تحميل ما آلت إليه الأوضاع في لبنان، تحديداً على صعيدي عرقلة تأليف الحكومة، والأزمة الاقتصادية للخارج، معتبرةً أن على الفريق الآخر، الالتزام بالمبادرة الفرنسية، والتعاون الإيجابي مع رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، ونزع العراقيل من أمامه، خصوصاً الشروط التعجيزية التي وضعها الفريق عينه، للوصول إلى الخواتيم السعيدة المرجوة، بالتالي ولادة حكومة من الاختصاصيين، لتبدأ العمل في ورشة الإصلاحات المطلوبة، لوقف الانهيار، وبالبدء في النهوض، تختم هذه المصادر.
في تقرير مشترك لمراسلي صحيفة “نيويورك تايمز” ديفيد كيركباتريك ورونين بيرغمان وفرناز فصيحي، قالوا إن عملية اغتيال عالم الذرة الإيراني محسن فخري زاده، كشفت عن مكامن ضعف إيران التي تحاول البحث عن طرق للرد. فبعد عام من الضربات الموجعة، تواجه طهران خيارات مؤلمة: الرد على مطالب المتشددين الداعين لضربات حاسمة أو الانتظار والتعامل مع الإدارة الأمريكية المقبلة لجوزيف بايدن.
وبعد أربعة أشهر، قتل الرجل الثاني في تنظيم القاعدة عبد الله أحمد عبد الله في شوارع إيران. ولم تتوقف الغارات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية وأخرى تابعة لحلفائها في سوريا والعراق. وبعد كل عملية تعهدت إيران برد حاسم، حيث قامت الجماعات المؤيدة لها في العراق بإطلاق صواريخ ضد أهداف أمريكية، لكن المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي رفض إصدار أمر قد يؤدي إلى حرف الميزان نحو مواجهة شاملة، تماما كترامب الذي أقنع بالتخلي عن خططه العسكرية لضرب إيران تجنبا لحرب شاملة بالمنطقة.
وعلى ما يبدو يصدق ترامب نتنياهو عندما يقول إن إيران تواصل بناء القنبلة النووية، رغم عدم وجود أدلة، وابتلع المنطق اليميني المتطرف والتبسيطي عن إيران كتهديد وجودي، ويقدم نفسه على أنه المخلص لإسرائيل، إلا أن المظلومية الشخصية هي عامل كما هو الحال في كل تصرفات ترامب.
صمد الأسير الفلسطيني ماهر الأخرس في إضرابه عن الطعام 103 أيام أرغمت الاحتلال في مواجهة إرادته الصلبة، على الإفراج عنه وتحريره من الاعتقال الإداري التعسفي. لم يساوم الأخرس، ولم يقبل بالتراجع عن حقه الأساسي في الحرية، فنال حريته. في المقابل، لم تصمد بيانات السلطة الفلسطينية، لافتقارها للإرادة الفلسطينية الحقّة، وللحقيقة المجردة، بشأن التزام إسرائيل بالاتفاقيات الموقّعة مع السلطة وفق رسالة منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية، أمام ممارسات الاحتلال في الهدم والقتل والتخطيط لمزيد من الاستيطان.
تابعوا تطبيق “عرب ٤٨”... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات
لم تصمد بيانات الانتصار الوهمي أمام الحقيقة على الأرض، ولم تصمد تعهدات السلطة بالمحافظة على الثوابت، فنظّمت خلال أسبوع واحد فقط لقاءي تنسيق مع قادة وضباط الجيش الإسرائيلي، حصل فيها الطرف الإسرائيلي على تعهد وموافقة فلسطينية بتنسيق أمني كامل من دون أي تحفّظ، كانت ترجمته الأولى عشرات المعتقلين الفلسطينيين من مناطق “أ” التي يفترض أن تخضع أمنيًا ومدنيًا للسلطة الفلسطينية كلها.
ومع اعتزام حكومة الاحتلال المصادقة، غدًا الأحد، على تحويل أموال الضرائب الفلسطينية للسلطة، اتضح من تقرير لـ“هآرتس”، أن المبالغ التي سيتم تحويلها سيُقتطع منها ما تدفعه السلطة الفلسطينية للأسرى وعوائل الشهداء، لتكون السلطة قد قطعت شوطًا جديدًا في التنكّر لتضحيات الشعب الفلسطيني وأسراه، وآخرهم ماهر الأخرس، على مذبح النوايا الحسنة المقدّمة للبيت الأبيض، والبقاء في السلطة، وهو ما كان يقتضي بالضرورة تعليق المصالحة الوطنية والوحدة الفلسطينية، على الرغم من صدور دعوات ضعيفة وتصريحات عن استمرار الجهود للوصول إلى مصالحة فلسطينية.
لكن الواقع أن قرار العودة للتنسيق الأمني والمدني مع دولة الاحتلال، يعني عمليًا قرارًا رسميًا للسلطة في رام الله بتأجيل ملف المصالحة إلى أجل غير مسمى، كي لا تدخل في “حرج” تفسير هذه المحادثات وجولات الحوار للبيت الأبيض وساكنه الجديد. ويمكن القول عمليًا، وبالرجوع إلى كل نقاط ومحطات فشل لقاءات ومساعي المصالحة، إن هذه المصالحة تعثرت مهما بدت قريبة، كلما خُيّرت السلطة في رام الله بين العودة لوجع رأس توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، وبين “أفق جديد” لعملية تفاوض جديدة يضخ مجرد إطلاقها الروح في سلطة أوسلو و“ورقة” تلوح بها في وجه معارضيها لتبرير المضي في مسار أعلن الاحتلال، قبل غيره، أنه لن يفضي لأكثر من سلطة حكم ذاتي مهمتها الرئيسية حفظ أمن الاحتلال وتسيير حياة الناس تحت الاحتلال بلا أفق للتحرر.
يتكوف
لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.. ورد «حماس» سيُسلم خلال ساعاتموقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
15 من الزوار الآن
3223756 مشتركو الموقف شكرا