هنالك حالة من الخيبة بين أوساط الفلسطينيين في الداخل والخارج من حالة سوء الأداء السياسي الذي كان قوامه ما ذكرت سابقاً، والجو الفلسطيني العام الذي يرمي بشبكة أسئلته ليصطاد الواقع عن مدى مسؤولية الأطراف الذاهبة نحو الانتخابات عن تردي الواقع الفلسطيني وهل تستحق تلك الاطراف تكريماً بعقد الانتخابات وإعادة فرزها وشرعنتها أم أن ما تستحقه مساءلة واسعة عما آلت إليه الحالة الفلسطينية.
إنّ الفلسطينيين، كما السوريين، وكلّ العرب، أمام حقيقة لا لبس فيها، وهي أنّ الحلّ «العادل» لن يأتي من واشنطن ليكون بجانبهم وبجانب إسرائيل في آن معاً. وإذا كان العدو يجد ضمانة وجوده واحتلاله للأرض العربية في واشنطن، فإنّ ضمانة العرب، لا سيما في منطقتنا المشرقية، تكمن أولاً وأخيراً في مقاومتهم للاحتلال، فهي رهانهم الوحيد لا بد منه، لإزالته عن أرضهم عاجلاً أم آجلاً.
يتم تحويل حماس تدريجياً من “حركة مقاومة” الى “حزب حاكم” أو ربما “حزب معارض”، يتنافس من أجل الوصول الى الحكم في سلطة تقع تحت سيطرة الاحتلال بالكامل. والانتخابات العامة المقرر أن تجري خلال العام الحالي ليست سوى جزء من هذا المشروع، وتصب في هذا الاتجاه، حالها في ذلك حال انتخابات العام 2006 التي تورطت بها حماس، مع الاقرار بأن الانتخابات المقبلة ستكون ذات أثر أسوأ بكثير من السابقة.
ظل قاسم ثابتاً رغم بطش العدو الإسرائيلي به وملاحقة السلطة الفلسطينية له، وهو من قلة من المثقفين والشخصيات النخبوية التي استمرت في انتقاد «أوسلو» والهجوم على السلطة الفلسطينية من دون توقف. حتى في مراحل معينة كالانقسام بين «فتح» و«حماس»، بقي الشخصية الوحيدة غير الحزبية التي تهاجم «النهج التفاوضي الاستسلامي» بصوت عالٍ في الضفة
أساليب جديدة يبتكرها العدوّ للتنكيل بالأسرى، ولا سيّما المحرَّرين منهم. فمن إعادة سجنهم يوم الإفراج، إلى اعتقال مَن يحتفل بخروجهم، تضاف سلسلة إجراءات جديدة إلى أخرى قديمة، تتمثّل في «الحبس المنزلي» للأطفال و«الليلي» للشبان
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
13 من الزوار الآن
3214734 مشتركو الموقف شكرا