المشهد الفلسطيني والعربي الراهن، بما أوجزناه أعلاه، يجعل فهمَ ما يجري سلساً ومسوّغاً منطقياً، لأنّ ما يُسمى بـ«صفقة القرن» ليست نبتاً شيطانياً، خارج الزمان والمكان، أو نتائج بدون مقدّمات، هي نتيجة لأداء سياسي، يكثّف إدارة الصراع على مدى نصف قرن من الزمان، وإن لم يتم التعامل مع ما يجري حالياً من حسم ملفات القضية المركزية، بخطوات متسارعة من قبل الكيان الصهيوني، وبغطاء أميركي كامل وتواطؤ عربي وموقف باهت على الصعيد الدولي
يتّضح أنّ كلّ هذه التحوّلات الدولية هي ذات طابع استراتيجي بامتياز، فلا يستقيم من صانع القرار الفلسطيني، سواء أكان «منظمة التحرير الفلسطينية» أم باقي المنظمات الفلسطينية، إهمالها وعدم الإفادة منها عند صياغة استراتيجية جديدة تتناسب والمستجِدّات، استراتيجية تلتقط اللحظة التاريخية، وتفيد منها من أجل تحقيق الهدف المنشود.
في الشرط الموضوعي، كانت هزيمة المشروع القومي العروبي النامي في الرحم الناصري، والمهدّد بالتمدد نحو أذرع أخرى فاعلة، ضرورة أميركية ملحّة أوكلت مهمة القيام بها إلى مخفر الغرب المتقدم، الأمر الذي يمكن لمسه بوضوح في تصريح للرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول، الذي وصف حرب حزيران/ يونيو بأنها «تنفيذ إسرائيلي لحرب أميركية». كان المطلوب، باختصار، التحطيم الذري لهيولى جنين النهوض العربي مرة واحدة وإلى الأبد
وللمراهنين على العدو الصهيوني المندحر نُحيلُهم إلى تجربةِ العميل «الإسرائيلي» المقبور أنطوان لحد الذي قال عام 2000 خلال الإندحار الإسرائيلي: (لقد تركتنا إسرائيل وراءها كالكلاب بعد خدمتها 25 عاماً)… علماً أنّ «إسرائيل» لم تنسّق مع هؤلاء العملاء ولم تُخبرهم بانسحابها عندما انسحبت هاربةً من جنوبي لبنان وبقاعه الغربي بعد اندحارها بفعل ضربات المقاومة اللبنانية البطلة بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله سيّد القول والفعل معاً، وبفعل الدعم السوري والإيراني…
ويبقى الصراع مع الصهيونية هو البوصلة .. وتبقى فلسطين في القلب .. في القلب من الصراع وفي القلب منا .. يرتكز وجود اسرائيل الى وعلى سرقة ومصادرة الأرضِ الفلسطينية وطرد الشعب الفلسطيني وهذه هي النكبة .. إذن وجود اسرائيل هو المرادف الطبيعي للنكبة الفلسطينية .. وعليه فان ازالة النكبة ومحو اثارها يعني بالضرورة ازالة اسرائيل ومحوها من الوجود – لا تعايش، نقطة على السطر!
يتكوف
لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى.. ورد «حماس» سيُسلم خلال ساعاتموقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
30 من الزوار الآن
3259559 مشتركو الموقف شكرا