تُحكم المخابرات المصرية قبضتها الأمنية على جميع الدوائر المحيطة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وينفرد مديرها، اللواء عباس كامل، بجميع القرارات، ليس المرتبطة منها بالحياة السياسية فحسب، وإنّما أيضاً تلك الخاصة بالنشاط الحكومي والمشاريع الجاري تنفيذها، فضلاً عن اختيار القيادات الجامعية والمناصب القيادية في الوزارات، بما يجعل الدولة تُدار من مكتب اللواء، وليس من قصر الرئاسة في مصر الجديدة.
مع اقدام الإمبريالية البريطانية على تأسيس (حلف بغداد)، في شباط/ فبراير 1955، حتى ازداد تدويل قضايا العرب، وبدأ نهوض وطني، ساد معظم أقطار المشرق العربي، ومصر. واستعصى الأردن على الحلف، وأُحبطت زيارتي الرئيس، التركي، جلال بايار والجنرال البريطاني، تمبلر، إلى الأردن كانون الأول/ ديسمبر 1955.
وتكفل السلاح الصهيوني طوال سنوات في إبقاء التهديد بعيدًا جدًا عن مدنهم، ونقل المعركة باستمرار إلى الأراضي العربية، وكانت التغطية الغربية جاهزة للعدوان الصهيوني الدائم، وكانت مخازن السلاح الأميركية مفتوحة على مصراعيها تمنح وتعوض وتدعم، وتحرص على أنه مهما طالت المعارك ومهما بلغت التكاليف فإنها ستسدد.
عبثاً يؤدي كومبارس النظام باقنعتهم المختلفة، مشاهد رجم الفساد والتبروء منه. وعبثاً يحاولون تصوير أن الفساد أشخاص وسير فردية وأخلاقية، في حين أن المرض “بيئي” تنشره طبيعة نظام المحاصصة الطائفية، التي يكون حبل سرة مولودها حمايات تظلل الفاسدين؛ و“خطوطاً حمر” ترسمها مرجعيات المحاصصة ورموزها، فوق رؤوس من ينكشف فساده وينفضح دوره. فيما تبرز الزبائنية شكلاً للعلاقة بين الحاكم والمحكوم وبين الزعيم والأتباع.
كل ذلك ومحور المقاومة متربص جاهز مستنفر لا ينام، في التحضير وفي امتلاك القدرات، في الإعلام وفي السياسة الدولية، في منع الفتنة والانقسامات، والتي يعمل لها الأميركيون وعملاؤهم ليلًا نهارًا دون جدوى.
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.19 + AHUNTSIC
33 من الزوار الآن
3204761 مشتركو الموقف شكرا