تجد “إسرائيل” نفسها في ورطة، وفي مواجهة حقيقة جديدة عنوانها “الضفة المسلحة”، تضاف إلى تلال من المتاعب الإسرائيلية في الإقليم، تنبئ جميعها بسقوط القدمين الرئيسيتين لاستراتيجية الاحتلال في الضفة: الأمن وخداع الاحتواء الاقتصادي.
حرية المعتقد تُناقِض الإكراه في الدين أو في الأيديولوجيا؛ ومساواة الحقوق تتنافى مع إعطاء قيمة مميّزة لأيّ عقيدة. فالسلطة مشتركة للجميع، وعليها اتّخاذ الحياد، أمام العقائد، مبدأً لها. تتطلّب مساواة الحقوق إجراءات عادلة باتّخاذ القرارات على المستويات القانونية، للتأكيد على حيادية الدولة. هذا تعريف أوّليّ للعلمانية. ويمكنها التحقّق في فضاء ديموقراطي.
في ضوء التهدئة الإيرانية - السعودية المعلنة، يُطرح السؤال: هل لا تزال الرياض، وعدد من حلفائها في المنطقة، يرون أنّ انتصار المقاومة المتحقّق في جنين على العدوان «الإسرائيلي» انتصار لخطّ وتوجّه إيراني، وليس ظفراً فلسطينياً مستحقاً على احتلال غاشم طال أمده؟
في هذا السياق، ننظر إلى معركة جنين، بوصفها حلقة في مسلسل تفريغ الأرض وإرهاب السكان بهدف تهجيرهم، وتدمير روح المقاومة، وتمهيد الطريق للضم الاستيطاني الزاحف على مختلف أجزاء الضفة الغربية، وجعل عملية ابتلاع الأرض والحقوق والمقدسات الفلسطينية، تتم بتسارع أعلى وكلفة أقل.
إن خشية العدو من انعكاسات عدوانه على جنين على الساحات والجبهات الأخرى، وخشيته من وقوع خسائر في قواته، وتحسبه من وقوع عمليات انتقامية، إلى جانب إدراكه أن شرعية عدوانه الدولية تتراجع عكسياً مع طول مدة العدوان، دفعه إلى تقصير فترة عدوانه على جنين والتسريع في إنهائه ووقف عملياته.