هناك تحدٍّ كبير يواجه “الجيش” مستقبلاً يتمثل بأنه، عبر فعله العسكري وهمجيته وجرائمه غير المسبوقة في الحرب على غزة، صنع جيلاً كاملاً يعاديه ويتجهز لتجاوز هذه القوة وتكسيرها بلا رحمة أو شفقة.
كلام كثير، قرأناه وسمعناه، مع بدء الحرب الصهيونية، والأميركية بالتأكيد، على غزّة، وبت إذا قرأت تحليلًا شعرت بأنه نسخة طبق الأصل عما قاله هذا المحلل عن غيره، أو أكثر بقليل، والأمر يعتمد على مدى اعتماده وجهة النظر الصهيونية. ولكن التغيير الذي تمر به الصحافة الغربية بات ملفتًا
تغيب مشاهد العدوان الصهيوني على لبنان عن شاشة العديد من القنوات المحلية، ولا تمرّ عليها سوى “رفعًا للعتب” المهني وبأسلوب يقارب ذلك الذي قد يُذاع به خبر اقتراب حوت أزرق من شاطىء على جزيرة مهجورة. تغيب هذه الأحداث المفصلية والمروّعة عن أولويات النشر لدى عدّة قنوات
نتنياهو يتغافل ويغفل المجتمع الدولي، ولا يتحدّث عن الأفاعي الأيديولوجية السامة الفاشية، والتي تحوّلت إلى وزراء في حكومته، والسواد الأعظم من حزبه، والتي تنهش يومياً في الجسد الفلسطيني.
وفي ظلّ حالة الغرور والعجرفة الإسرائيلية، فإن الحدّ الأقصى الذي يقدّمه الاحتلال الإسرائيلي في المفاوضات لا يصل إلى الحد الأدنى الذي تقبله المقاومة، ولذلك فإن حالة التدافع والضغط العسكري المتبادل ستستمر في الوقت الراهن.