العالم العربي ليس معتادًا أن يرى أطرافًا تدخل إلى مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية، ومع كيانها التابع. ليس من "عاداتنا" أن نبادر إلى عمل مشترك وواسع وكبير، وليس من مناهجنا أن نستمر بكلّ هذه الروحية العالية والاندفاع والثبات والتصميم لمدة تتجاوز 194 يومًا في كلّ جبهات القتال. لكن كلّ ما جرى منذ "طوفان الأقصى" في جانب، وما جرى في يوم السابع عشر من نيسان/ابريل بعملية عرب العرامشة المباركة سيبقى في جانب آخر.
نفذت الجمهورية الايرانية وحرسها الثوري وعده الصادق بالانتقام والرد على الاعتداء الرسمي بحق قنصايتها وبعثتها الدبلوماسية في دمشق، وقتل مواطنيها في مبنى القنصلية الذي هدّمته طيران الازعر بايدن والتي ارسلها الفالت نتنياهو.
انتهی نصف العام الاول من ملحمة طوفان الأقصی، بجملة هزاٸم غير مسبوقة لكيان قتل الاطفال وهدم الاعيان المدنية وربما اول مستخدم للتجويع في كل حروب البشر، ولمنظومة حمايته التقليدية الغربية، ولاكثر من ذلك، للقواعد الاساسية التي حكمت فهم شعوب العالم
يجب التعامل مع الحرب، بأنها مستمرة وبأعلى درجات الاحتدام والعناد. ومن ثم يجب أن تتضاعف الجهود الفلسطينية لدعم المقاومة، وتحقيق أعلى وحدة فلسطينية حولها ضد الكيان الصهيوني. ومن ثم الانشغال كلياً في دعمها، لكسب هذه الحرب.
لا شك أن العدو الإسرائيلي عالق في مأزق يتمثل في تآكل بوجه حركات المقاومة، وأن الرد الإيراني الأخير من داخل الأراضي الايرانية بمعزل عن الجدال حول حجم خسائره، شكل سابقة تاريخية فتحت الباب لمعادلات استراتيجية جديدة يصعب معها استمرار الأوضاع السابقة، وأنهى عصرًا من الجرأة الصهيونية على البلطجة دون عقاب علني ورادع