“لم أنم طوال الليل. كنت خائفة من أن يدخل العرب إلى إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”. بهذه الكلمات، استهلت غولدا مائير، رابع رئيسة للوزراء في حكومة الاحتلال، يومها التالي لإحراق المسجد الأقصى على يد أسترالي متصهين متطرف.
اتصلت معزيراً ومباركاً في آن بأخ عزيز هو قريب وجار للمجاهد الشهيد خضر عدنان والذي ارتقى إلى علياء ربه وفوق أعناق عباده بعد صوم دام ستة وثمانين يوما مضرباً عن الطعام ثأرا لحريته وكرامته وكرامة شعبه أيضا في آن في وجه مجرم قاتل محتل واقتلاعي في آن، والأوضح برأيي أنه أوقح اللصوص في العالم كذباً، وأكثر المجرمين مصاً للدماء والتهاماً للعظام والأحشاء على مدار الزمن.
من يؤيدون بنيامين نتنياهو يزيدون العنف ضد المتظاهرين في المعسكر الديمقراطي، وهو الأمر الذي يحتاج إلى رد. لا أطلب الرد بنفس الطريقة، الرد بالقوة، لكن يجب التفكير في إقامة مجموعة من أجل الدفاع الذاتي وضمان سلامة المحتجين في أرجاء البلاد. في الأسبوع الأخير تم توثيق عدة أحداث كان يجب أن تشعل الضوء الأحمر أمام كل شخص، خصوصاً أمام الذين يناضلون في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية من أجل إنقاذ الديمقراطية في إسرائيل من يد بنيامين نتنياهو، الذي بسبب توقه لتشكيل سلطة فردية، يحيط نفسه بمن يقولون نعم.
دخلت الولايات المتحدة الأميركية والغرب عمومًا في دائرة الأعاصير السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بعد كشف الصورة الحقيقية أمام العالم على الرغم من حروب التضليل التي ما زالت تُمارس على كل المستويات. إلا أن الانفجار الاجتماعي داخل المنظومة الغربية وفي كل بلد على حدة ليس ببعيد، حيث بدأت مؤشراته تظهر بقوّة في المشهد العالمي، مع تبلور صيغ المواجهة من جانب الدول والمجتمعات، التي سارت بالرغبات الأميركية القاتلة حتى أنفاسها الأخيرة.
خلال فترة زمنية قصيرة لم تتعد العشرة أيام تعرض الكيان الصهيوني إلى ضربتين قاصمتين، تمثلت الأولى بالاتفاق الإيراني السعودي الذي رعته الصين، والقاضي بعودة العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين بعد قطيعة امتدت لسبعة أعوام، في حين تمثلت الضربة الثانية بقرار المحكمة التجارية الدولية في باريس بعدم شرعية تصدير النفط العراقي من إقليم كردستان عبر تركيا دون موافقة وإشراف الحكومة الاتحادية من خلال شركة تسويق النفط الوطنية العراقية (سومو).