الاثنين 3 نيسان (أبريل) 2023

من سيحمي المتظاهرين في إسرائيل من “مليشيا بن غفير”؟

الاثنين 3 نيسان (أبريل) 2023

من يؤيدون بنيامين نتنياهو يزيدون العنف ضد المتظاهرين في المعسكر الديمقراطي، وهو الأمر الذي يحتاج إلى رد. لا أطلب الرد بنفس الطريقة، الرد بالقوة، لكن يجب التفكير في إقامة مجموعة من أجل الدفاع الذاتي وضمان سلامة المحتجين في أرجاء البلاد. في الأسبوع الأخير تم توثيق عدة أحداث كان يجب أن تشعل الضوء الأحمر أمام كل شخص، خصوصاً أمام الذين يناضلون في الشوارع وفي الشبكات الاجتماعية من أجل إنقاذ الديمقراطية في إسرائيل من يد بنيامين نتنياهو، الذي بسبب توقه لتشكيل سلطة فردية، يحيط نفسه بمن يقولون نعم.

الأحد الماضي، بعد أن أقال نتنياهو وزير الدفاع يوآف غالانت، خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في تلك الليلة في مظاهرة احتجاج مؤثرة. في اليوم نفسه، طُلب من مجموعات ومنظمات يمينية، بتشجيع مباشر وغير مباشر من نتنياهو ومساعديه ووزراء وأعضاء في الكنيست، الرد في الشبكات الاجتماعية من أجل تأييد رئيس الحكومة وتشكيل وزن مضاد للمعسكر الديمقراطي. شارك عشرات الآلاف في مظاهرة اليمين في القدس. كان هذا أيضاً استعراضاً مؤثراً للقوة استهدف إعطاء إشارة بأن الفضاء العام ليس لليسار والوسط فقط. حتى هنا كل شيء جيد. الحق في الاحتجاج وفي التظاهر قيمة أساسية في المجتمع الحر، وهو روح الديمقراطية.

لكن هناك فرقاً في سلوك المعسكرين في الفضاء العام. المعسكر الديمقراطي يحتج ويتظاهر ضد الانقلاب النظامي، وليس له رغبة أو نية للتصادم مع الطرف الآخر. قسم من متظاهري اليمين، في المقابل، لا يكتفون بالخروج إلى الشوارع لتأييد سياسة الحكومة، بل يريدون أيضاً الانتقام والمس بمن يعتبرونهم أعداء. في الأسبوع الماضي كان هناك عدد غير قليل من التعبيرات عن ذلك. “لافاميليا”، منظمة كانت الشرطة و”الشاباك” فحصت إعلانها كمنظمة إرهابية وإخراجها خارج القانون، دعوا إلى المواجهة مع متظاهري المعسكر الديمقراطي. لقد حاولوا تنظيم دراجات على صيغة “ملائكة جهنم” من أجل الوصول إلى المظاهرات في تل أبيب وخلق استفزازات. ولكن وحدة من “الشاباك” تدخلت وأخرجت ثلاثة نشطاء يمينيين من داخل المظاهرة في القدس، تم التعرف عليهم في الشبكات الاجتماعية بعد أن دعوا للتزود بالسلاح الناري والسكاكين.

في مدينة “بني براك” طوق رعاع من الحريديين سيارة طبيبة تعالج سكان المدينة. وفي “عيمق يزراعيل” أغلق نشطاء من اليمين مفترق تل يوسف وطلبوا من الذين أرادوا الدخول إلى الكيبوتسات الإعلان عن تأييدهم لنتنياهو ولسياسته مقابل مرورهم، وأنشدوا “لتحرق قريتكم”.

الدفاع الذاتي ليس غريباً عن الاستيطان اليهودي في أرض إسرائيل حتى قبل إقامة الدولة. نظم شوحط دفاعاً ذاتياً في مدينته “غرودنه” في بولندا واستمر بذلك في البلاد، واعتبر هو وزوجته مانيا من مؤسسي “بار غيورا” و”الحارس”.

عملت أجهزة حراسة للتنظيم السري في فترة الانتداب البريطاني. الحركة التنقيحية أقامت كتائب “بيتار”، وأقامت الهستدروت العامة كتائب “هبوعيل”، التي سميت أيضاً كتائب المنظم، وعملت ضد رجال “بيتار” والشيوعيين. هذه الكتائب كانت في الحقيقة مليشيا للهستدروت، واستمر ونشاطها أيضاً بعد إقامة الدولة، لا سيما في حيفا برئاسة رئيس البلدية آبا حوشه. هي استهدفت الحفاظ على النظام في المناسبات العامة، لكنها كانت بين حين وآخر تتدخل في نشاطات عنيفة ضد خصوم سياسيين.

شرطة إسرائيل هي الجهاز الرسمي الذي مهمته تأمين النظام العام. هي تعترف بالحق الديمقراطي للتظاهر وتفعل كل ما في استطاعتها من أجل الدفاع عن هذا الحق، ولكنها تجد صعوبة في ذلك منذ فترة المظاهرات في بلفور، لاسيما في الأشهر الثلاثة الأخيرة. ومنذ فاز نتنياهو في الانتخابات وصعود اليمين المتطرف إلى الحكم وقوتها البشرية محدودة وبعض قادتها واقعون تحت تأثير سياسي من الحكومة. وهذا يفسر تذبذب المفتش العام للشرطة، كوبي شبتاي، الذي قام تحت ضغط وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، بإقالة المفتش عامي إيشد، قائد لواء تل أبيب، وبعد ذلك أعاده إلى وظيفته.

أيضاً تنظيم “الحارس الجديد” الذي شكله مزارعون مع توجهات استيطانية – يمينية يشكل سابقة، لقد وضع حماية المزارعين من أعمال السرقة والتخريب نصب عينيه، ولكنه عملياً نوع من المليشيا التي لها حركة شبيبة ومدرسة تمهيدية عسكرية.

إذا فشلت محاولات التوصل إلى تسوية سياسية تخفف من حدة جهود الحكومة للقيام بانقلاب نظامي، فمن المتوقع زيادة حدة المواجهات بين المعسكرين. وإذا حدث ذلك، فعلى المجموعات التي تعمل في الاحتجاج أن تفكر بجدية في إمكانية الدفاع عن المشاركين. هذه المجموعات قد تعمل كقوة مساعدة للمنظمين مثلما هو الأمر في مناسبات عامة مثل مباريات كرة القدم أو في عروض موسيقية. هي لا تعتبر البديل للشرطة، ومحظور عليها بأي شكل أن تكون مسلحة، وعليها ألا تأخذ القانون في يدها أو تستخدم العنف أو إثارة الاستفزازات. هدفها واحد ووحيد وهو حماية المتظاهرين والحفاظ على الأمن العام في الحالات التي يحاول فيها رجال من اليمين التشويش والإضرار ولا يكون في المكان حضور للشرطة.

بقلم: يوسي ميلمان

هآرتس 2/4/2023



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 22 / 2184563

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع عن العدو  متابعة نشاط الموقع في صحافة العدو   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184563 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40