ليس من رصد علمي لحالة اليأس، لكنّ الشعور بأن لبنان وصل إلى الحضيض يمنح الناس أملاً بأن الأمور لا يمكن أن تصل إلى أسوأ، لكن هناك قلّة تقسم لك أغلظ الأَيْمان بأن الحضيض لم يبلغ قعره
كُلّما تصاعدت نار المقاومة في فلسطين المحتلّة، وانتفضت الجماهير الشعبية ضد قوات الاحتلال ومستعمرات الصهاينة وتعزّزت الوحدة الميدانية، تستنفر أجهزة ومراكز السلطة الفلسطينية وتزيد من وتيرة القمع وحملات الاعتقال والتعذيب. وإلى جانب هذا النهج الفاسد
بات هاجس أهالي المخيم كيفية إعادة ترميم ما خرّبته القذائف الصاروخية وأحرقه الرصاص في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تصيب اللاجئين الفلسطينيين الذين يعانون من البطالة وغياب فرص العمل والمساعدات.
بخفي حنين عادت 6 سرايا من الوحدات الخاصة الصهيونية، والمدعومة بكتيبة من المشاة، بعد 40 ساعة من التخبط في زواريب وأزقة ومتاهات مخيم جنين، واستطاعت قوة فلسطينية متواضعة التسليح أن تقهر قوة صهيونية تفوقها بأربعة أضعاف، يؤازرها سلاحي الجو والمدفعية ووحدات سرية وغير سرية جندت كلها للمس بهيبة جنين الرمز والنموذج الكبير في المقاومة الفلسطينية.
تروي الراحلة رضوى عاشور في كتابها المرجعي عن غسان كنفاني “الطريق إلى الخيمة الأخرى” (دار الآداب، 1977)، أن صديقاً سأل صاحب “عائد إلى حيفا” ذات يوم من العام 1969: “يا غسان، رأيتك تحمل ريشة، ثم القلم، والآن السلاح! ماذا ستحمل في المستقبل؟”. أجاب غسان: “أي شيء أستطيع به الدفاع عن النفس! الريشة، القلم، السلاح، أدوات أدافع بها عن نفسي”.