لم يكتفِ وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بالكشف عن نيّته بناء كنيس في المسجد الأقصى «لو كان في الإمكان فعل ذلك»، طبقاً لما أدلى به خلال مقابلة مع «إذاعة الجيش الإسرائيلي»؛ ولا حتّى بـ«عاصفة» الإدانات التي أثارها داخل إسرائيل وخارجها بتصريحه ذاك، بل اجتذب خلفه وزير التراث، عميحاي إلياهو، زميله في الحزب ذاته، وصاحب الدعوة إلى قصف قطاع غزة بقنبلة نووية،
عندما طرحت هذه الأمور في جلسة الحكومة، رد نتنياهو بتقديم موعظة صغيرة لوزراء الحكومة، وطلب منهم إظهار ضبط النفس. ولكن بن غفير لم يظهر أي ضبط للنفس؛ ففي الـ 48 ساعة الأخيرة، استكمل تعيين المفتش العام الجديد للشرطة، ليكون خاضعاً لكل أخطائه، وأعلن عن ترقية ضابط عنيف في الشرطة وتجاهل قرار المستشارة القانونية للحكومة غالي بهراف ميارا. وكي لا يغيب عن العناوين، هدد بإقامة كنيس في الحرم.
"جبالنا خزائننا". لأول مرة تكشف المقاومة عن منشأة من هذا النوع بهذه الطريقة وبهذه المواصفات، والصور كانت أبلغ من أي تعليق، في محاكاة لبعض ما كان "بشّر" به الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله و"أنذر"، من مفاجآت أعدتها المقاومة للعدو، لقطعه وكتائبه وإمكانياته، بحرًا وجوًا وبرًا، وهذه المرة في عمق الأرض!.
لقد ظهر منذ اليوم الأول للعدوان على غزة أن الحرب ليست فقط على المقاومين بل على الإنسان والمجتمع الغزاوي لدفعه للابتعاد عن التمسك بالمقاومة فكرًا ونهجًا أو التمسك بأرضه والهجرة منها، ولذلك كانت هذه الهمجية المستمرة والتجويع والحصار بموازاة موجة تضليل وتأثير اتخذ بعض الإعلام المسمى عربيًا دورًا فيها وتنامى هذا الدور وبلغ حد الوقاحة مع مرور الوقت.
يحاول الاحتلال من خلال ارتكاب مزيد من جرائمه في الضفة الغربية أن يسكت صوت المقاومة، بينما لا يتأخر عليه رد أبطال الضفة الذين عزموا على المضي قدمًا لإيلام العدو بأكثر مما توقع، وذلك ما ظهر في ردود الأفعال العملية والإعلامية عقب البدء في العدوان الإسرائيلي فجر اليوم.