لقد حرّك طوفان الأقصى الركود في القضية الفلسطينية، ووفّر فرصة تاريخية لاستعادة زمام المبادرة، واستحداث الانقلاب الاستراتيجي في مفاهيم الصراع العربي – الإسرائيلي ومعادلاته... لكنه بالنسبة لكثرة من العرب الرسميين، كان تحدياً وتهديداً.
تحولت عملية رفح المزمعة إسرائيليا إلى سباق لاهث بين اللاعبين كافة، فواشنطن تريد تأجيلها، بدعوى ضرورة تنظيم إخلاء واسع للمدنيين قبل الشروع فيها، وأطراف إقليمية، لعل أهمها مصر، تريد توقي العملية برمتها، ولها مخاوفها المفهومة، فهي تعتبرها تهديدا مباشرا لأمنها القومي
كل من يقاوم المستعمر ويسعى إلى تحرر وطنه هو صاحب أيديولوجيا تحررية، حقيقة بسيطة حاولت الرأسمالية ردمها تحت جنازير الدبابات، وكمبيوترات الشركات متعددة الجنسيات.على الجهة المقابلة، وفي الفترة التاريخية نفسها، ظهر الفكر العلمي التجريبي “الأمبريقي” الذي اعتمد الحقائق العلمية المجردة كوسيلة لتفسير العالم، لكن الغلبة كانت دائماً للأيديولوجيا.
ما ترتب على عملية طوفان الأقصى، يوم السابع من أكتوبر، وما تلاها من دخول لمحور المقاومة إلى ساحة الجهاد المقدس ضدّ العدوّ المباشر، بأثقال مواجهته وأعبائها وحساباتها العصيبة، حقق للأمة العربية للمرة الأولى منذ قرون طويلة فرصة أن تكتب هي تاريخها وأن تمتلك هي مصائرها