لا يحترم العالم الأقوياء فحسب، بل إنه يحترم أكثر من ينافحون عن حقوقهم ويرفضون الاستسلام والاضمحلال، مهما بالغ الآخرون في تناسيهم والتغاضي عن آلامهم وجراحاتهم. هذه بعض دروس مخيم جنين، مساحته نصف كيلومتر مربع، يكتظّ فيه أكثر من خمسة وعشرين ألف لاجئ فلسطيني مُعْدَمين، ولكنه خَرَّجَ واحتضن أجيالاً من المقاومين، ولا يزال
في هذه الأثناء وفيما كانت الأنباء الإسرائيلية تتحدث عن اقتراب وقف عملية جنين، حصلت عملية إطلاق نار ودهس في قلب مدينة تل أبيب، أدّت إلى إصابة 8 مستوطنين بينهم ثلاثة بحالة خطرة، وسط خشية أجهزة الأمن الصهيونية من أن يؤدّي الهجوم على جنين إلى هجمات فدائية في العمق الصهيوني
إن خريطة المقاومة المسلحة أصبحت تشمل إلى جانب قاعدة المقاومة في قطاع غزة؛ مخيم جنين، وعرين الأسود، والمسجد الأقصى، وبهذا، أصبح المساس بقطاع غزة، أو مخيم جنين، أو عرين الأسود، أو المسجد الأقصى؛ خطوطا حمراء، ومن ثم يعني تهديد أيّ منها، تهديدا جديا، اختراقا لخط أحمر، مما يؤدي إلى اشتعال الوضع كله.
إن الدرك المتدني، الذي تصل إليه الإتهامات أو التصرفات بين المرشحين، تجعل من الصعب التصديق بأن دولة كهذه تعد الدولة العظمى، التي حكمت العالم لثلاثة عقود شكلت فيها القطب الأوحد. ومن المضحك المبكي أن الأميركيين يطالبون بلادنا بمحاربة الفساد والمفسدين ورؤساءهم تحكم والمحاكم تظللهم، حقيقة: باب النجار مخلع.
بكلّ لهجات أهل المقاومة، تُدعى جنين بعاصمة الشهداء، وبمدينة القتال، وبالاسم الحركيّ لفلسطين. بكلّ لهجات أهل العسكر، تدعى ميدان الاشتباك الذي لا ينتهي إلّا بنصر أو استشهاد. بكلّ لهجات أهل الحبّ، جِنين لفظة تصوّر شكل الروح وهي تقاتل.