الأحد 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023

هل نتنياهو يريد اطالة أمد الصراع الى حين فوز صديقه ترامب!

الأحد 12 تشرين الثاني (نوفمبر) 2023 par رنا علوان

لا يخفى على احد علاقة الود والدعم بين الرئيس السابق دونالد ترامب ” عراب التطبيع ” وبين رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ، وقد ابدى ذلك ترامب في إحدى المؤتمرات الصحافية في هانوي ، خلال قمته مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون ، وذلك ردًا على سؤال حول تهم الفساد التي يواجهها نتنياهو ، حيث قال ترامب [ إنه رجل قوي… إنه رجل ذكي….إنه دفاعي للغاية….تم بناء جيشه بشكل كبير…. إنه يقوم بشراء الكثير من المعدات من الولايات المتحدة ويدفع ثمنها ].

وهذا ما استغله نتنياهو بدوره [ فتقييم ترامب السخي له كان كهدية له ، حيث استشهد به في خطاب غاضب وانفعالي ألقاه في بث حي على القنوات التلفزيونية في وقت الذروة مدافعًا فيه عن نفسه ، فقال [ عندما عدت إلى إسرائيل هذا الصباح سمعت كلمات الدعم لي من رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب… لقد أشاد ، وأنا أقتبس ، بقيادتي القوية ، الذكية والحازمة لدولة إسرائيل …. أشكر صديقي الرئيس ترامب على شهادته ].

كما أضاف نتنياهو مؤكدًا [ إن العلاقة الفريدة مع قادة القوى العالمية ليست مسألة تافهة … ليست بشيء بديهي … أنا أعمل على بناءها منذ سنوات عديدة … ولقد ساعدتني على ضمان أمننا ومستنقبلنا …. لقد ساعدتنا جميعًا على حماية بلدنا ].

[ تجدر الإشارة أيضًا إلى أنه تحدث بحرارة عن “صديق آخر له” أيضًا ، وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ، مبديًا له امتنانه ، ومؤكدًا انه دائم اللقاء والتواصل معه ].

تصريح نتنياهو هذا دفع بالصحف الى استنباطه ، فكتب ديفيد هالبفينغر من صحيفة “نيويورك تايمز” آنذاك.

“إن رئيس الولايات المتحدة وروسيا صديقاي ، ولا يمكن لأي من منافسي قول ذلك ، لقد تطلب الأمر مني سنوات لبناء هذه العلاقات ، فلا تلقوا بها بعيدًا ، “فأنا أبقيكم بأمان عبرها”

قد يجد الأمريكيون الذين يحتقرون ترامب وبوتين [ ويشعرون بالقلق من العلاقة بيت ترامب وبوتين ] قيام نتنياهو بالاعتماد على الرجلين كشهود على حسن سلوكه أمرًا غريبًا ، لكن رسالة الأخير كانت موجهة لجمهور نتنياهو وليس للرأي العام العالمي

من جهة أخرى ، توجد لترامب مصالح محلية قوية أيضًا تدفعه للإبقاء على نتنياهو قريبًا
حيث ان الأخير وهو شخص يتمتع بشخصية يراها مناصروه على انها كارزمية ويجيد اللغة الإنكليزية فهو يعتبرها لغته الأم ناهيك انه يحظى بإحترام اليمين الأمريكي بسبب معارضته الشديدة السابقة لباراك أوباما واتفاقه النووي مع إيران ، وهو على استعداد تام ليكون رصيدًا سياسيّا لترامب [وجعل الحزب الجهموري مناصرًا لإسرائيل ، لا سيما بسبب الإنقسامات في صفوف الديقمراطيين ، وهذه سياسة ذكية].

ترامب الذي يواجه خطر حقيقي اليوم ، حيث ينظر القضاء الأمريكي في طلب لإستبعاد دونالد ترامب من الانتخابات الرئاسية المرتقبة في عام 2024.

وثمة محاولة لمنع ترامب من خوض الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري ، بالاستناد إلى نص نادر الاستخدام في الدستور الأمريكي – المادة 3 من التعديل الرابع عشر.

وتتعلق المادة بمنع من “شاركوا في عصيان أو تمرد” من تولي مناصب فيدرالية وفي البداية ، حظيت المحاولة بدعم نشطاء ليبراليين ، لكنها اكتسبت زخما في الأشهر الأخيرة ، حيث دعمها بعض المحافظين أيضًا.

خارج السياسات المؤيدة للعدو الإسرائيلي ومخاوف الجالية اليهودية ، نددت النائبة إليزابيت وورن (ديمقراطية) في وقت سابق ، بنتنياهو لقيامه “بتقطيع ديمقراطية فعالة”، وآخرون أشاروا إلى أن شهادة كوهين في مجلس النواب والقرار بتوجيه لوائح اتهام ضد نتنياهو بإنتظار جلسة استماع يظهران نظامين ديمقراطيين سليمين يمارسان قدراتهما على فحص فروعهما التنفيذية.

المخلصون لإيباك سعداء في رؤية الرئيس ورئيس الوزراء اللذين لا يشبعان من بعضهما البعض ، ولكن معظم اليهود الأمريكيين يمقتون دونالد ترامب ، ولا يتفقون تمامًا مع نتنياهو
وكما أن أكثر الناخبين المؤيدين للعدو الاسرائيلي يشعرون بالقلق من ابتعاد الديمقراطيين عنه ، فحتى الوسطيون يشعرون بالقلق بشأن مستقبل العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية اذا كان يُنظر إلى الدعم للعدو الإسرائيلي والدعم لترامب وحزبه على أنهما مترادفين

لكن وفقًا لنيويورك تايمز ، فقد تعهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بتقديم “الدعم الكامل” للعدو الإسرائيلي ، لكنه انتقد القيادة الإسرائيلية أيضًا ، والقى ترامب أولاً باللوم على ما وصفه بضعف الرئيس بايدن، من ثم عاد بعد أيام ، وانتقد صديقه بنيامين نتنياهو والمخابرات الإسرائيلية ، قائلاً إنهم لم يكونوا مستعدين.

وخلال تصريحاته أمام حشد من المؤيدين ، قال ترامب إن على إسرائيل “تصويب الأمور لأنها تقاتل ، وربما تكون قوة كبيرة للغاية”، ووصف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت بأنه “أحمق” ووصف حزب الله في لبنان انه “ذكي للغاية”، وقال ترامب إن إسرائيل وافقت في البداية على العمل مع الولايات المتحدة في غارة بطائرة بدون طيار عام 2020 أدت إلى مقتل اللواء الإيراني قاسم سليماني ، لكنهم تراجعوا في اللحظة الأخيرة وقال: “لن أنسى أبداً أن بيبي نتنياهو خذلنا كان ذلك شيئًا فظيعًا للغاية”.

اما بخصوص تأثير الاحداث على مسار التطبيع ، فلقد صرّح جاريد كوشنر ، مستشار البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعراب اتفاقيات إبراهم ، أن هدف هجوم حماس كان تعطيل التطبيع ، لكنه أكد أن اتفاقيات أبراهام على ما يرام ، وبأن الاستثمار والتعاملات الاقتصادية لها أن تعزز الروابط والعلاقات بين الدول ، وهذا الموضوع تحديدًا ما سيستغله ترامب.

وكان قد سبق وتحدث كوشنر في لقاءات صحافية ، عن فخره بأن يكون له دور في فتح مجال لدول المنطقة للإستثمار في الكيان الصهيوني والذي يُطلق عليها اسم [ وادي السيليكون في الشرق الأوسط ].

وأضاف “إذا استطعنا حمل الإسرائيليين والمسلمين في المنطقة على القيام بأعمال تجارية معًا ، فسوف يركز الناس على المصالح المشتركة والقيم المشتركة ، [ لقد بدأنا التغيير الإقليمي التاريخي الذي يحتاج إلى تعزيز ورعاية ].



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2184665

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع رنا علوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

17 من الزوار الآن

2184665 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 17


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40