الأربعاء 1 آذار (مارس) 2023

النادي النووي…!

الأربعاء 1 آذار (مارس) 2023 par رنا علوان

كانت الولايات المتحدة الأميركية الدولة الأولى في العالم التي امتلكت السلاح النووي ، واستعملته في حربها ضد اليابان العام 1945 ، وقد بذلت جهوداً كبيرة لاحتكاره ، والحؤول دون انتشاره ، كما حثت دولاً أخرى للإفادة من الطاقة النووية في الأمور السلمية ومجالات التنمية ، وقدمت مشروعاً بذلك للأمم المتحدة عُرف بمشروع «برنارد باروخ».

أسست الولايات المتحدة الأمريكية النادي النووي ، وكان أول من دخله من بابه العريض هو الاتحاد السوفيتي وذلك في سبتمبر/ ايلول عام 1949 إثر تفجيره قنبلته الذرية الأولى في صحراء سيبيريا وتلته بريطانيا في أكتوبر /تشرين الأول عام 1952 بعد نجاحها في تجربة قنبلتها الذرية الأولى في صحراء أستراليا وأعقبتهما فرنسا في عام 1960 حينما نجحت تجربتها الذرية الأولى في صحراء الجزائر ولحقت بها الصين في أكتوبر / تشرين الول من عام 1964 ، وانضمت إليهم الهند وباكستان بعد ذلك.

ومنذ دخول معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية حيز التنفيذ في عام 1970 ، أجرت ثلاث دول لم تكن أطرافًا في المعاهدة تجارب نووية علنية وهي الهند وباكستان وكوريا الشمالية
كانت كوريا الشمالية طرفًا في معاهدة حظر الانتشار النووي لكنها انسحبت منها في عام 2003 ومن المعروف بشكل عام أيضًا أن كيان العدو الإسرائيلي يمتلك أسلحة نووية ، لكنه لا يعترف بذلك على العلن ويتبع سياسة الغموض المُتعمد ، ولا يُعرَف بشكل قاطع ما إذا كان قد أجرى تجربة نووية أم لا يُقدّر ، أن العدو الإسرائيلي الغاصب يمتلك في مكان ما بين 75 و 400 رأس نووي وإن أحد الدوافع المحتملة لسياسة الغموض النووي التي تنتهجها إسرائيل هو الردع بأقل تكلفة سياسية ممكنة.

أما الدول التي كانت تمتلك أسلحة نووية سابقًا هي جنوب إفريقيا (أسلحة نووية مطورة لكنها فككت ترسانتها قبل الانضمام إلى معاهدة حظر الانتشار النووي) وجمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا التي أعادت أسلحتها إلى روسيا.

امتلكت كندا أيضًا أسلحة نووية من عام 1963 إلى عام 1984 بعد أن ساهمت في مشروع مانهاتن خلال الحرب العالمية الثانية وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام ، فقد بلغ إجمالي المخزون العالمي للأسلحة النووية اعتبارًا من عام 2021 ما يقارب 13080 ، حوالي 30٪ من هذه الأسلحة تمتلكها قوات عمليات ، وأكثر من 90٪ منها مملوكة إما لروسيا أو الولايات المتحدة.

أما عدد الدول فهي كالآتي:

من ناحية العدد ، ( لم تُغير شيء في أعضاء النادي النووي منذ أكثر من 15 عاما ) ، فهناك 9 دولة في العالم تمتلك سلاحًا نوويًا علنًا ( أو يعتقد أنها تمتلكه ) ، بحسب البيانات الصادرة عن رابطة الحد من التسلح عام 2020 ، ومقرها واشنطن. وتُعد بيانات الرابطة الأميركية الأحدث في هذا المجال ، علما أن بيانات أخرى صدرت قبل سنوات ، قريبة منها كثيرًا ، والقائمة هي على النحو التالي:

روسيا 6375 نوويًا
الولايات المتحدة 5800 سلاحًا نوويًا
فرنسا 290 سلاحًا نوويًا
الصين 320 سلاحًا نوويًا
المملكة المتحدة 215 سلاحًا نوويًا
باكستان 160 سلاحًا نوويًا
الهند 150 سلاحًا نوويًا
العدو الإسرائيلي الغاصب 90 سلاحًا نوويًا (لم يُعلن رسميا)
كوريا الشمالية بين 30-40 سلاحًا نوويًا (لم تعلن رسميًا)

وبخصوص بريطانيا ، تقول الرابطة إن من بين 215 سلاحًا نوويًا تملكه ، نشرت نحو 120 سلاحًا منها بعضها في صواريخ غواصات فانغارد النووية ، وتشكل رادعًا بحريًا ، أما الأسلحة الـ 95 الباقية فهي في المخازن.

وفي المقابل ، فإن الولايات المتحدة تنشر أسلحتها النووية مُوزعة بين قواعد الصواريخ الاستراتيجية العابر للقارات ، والغواصات النووية والقاذفات الاستراتيجية بعد ذلك سعت الدول الكبرى التي ربحت الحرب العالمية الثانية (دول النادي النووي الخمس) ، الى منع انتشار هذا السلاح من خلال معاهدة عدم الانتشار (NPT) ، ومن خلال الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) وذلك عبر تدابير الوقاية والحماية ومراقبة البرامج النووية للدول التي تسعى الى استخدام الطاقة النووية لأهداف سلمية ، وبشكل صارم ، وعليه يُعتبر الطفل المدلل الغاصب ، يقف في وجه تنفيذ هذه المعاهدة ، وإن المساعي لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل باءت بالفشل ، وذلك لرفض العدو الإسرائيلي الغاصب ، إخضاع مفاعلاته النووية لمراقبة الوكالة الدولية للطاقة الذرية [ كما أن الولايات المتحدة لا تبذل جهداً للضغط عليه لقبول ذلك].

بينما قام العدو الاسرائيلي الغاصب بضرب مفاعل «أوزيراك» في العراق العام 1981 ، ثم قامت الولايات المتحدة [ بضرب العراق واحتلاله وإسقاط نظامه تحت شعار إخفائه أسلحة دمار شامل ، أو عدم السماح بالتفتيش عليها ، العام 2003 ] وفي آخر الأخبار ، أكدّت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون مساء أمس الثلاثاء 28/2/2023 ، أن إيران أحرزت [ تقدُّماً لافتاً ] في برنامجها النووي منذ خروج الولايات المتحدة في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015
وأكد وكيل وزارة الدفاع لشؤون السياسات ، الدكتور كولن كال ، الرجل الثالث في البنتاغون إن [ إيران كانت تحتاج لـ12 شهراً لإنتاج قنبلة نووية في 2018 ] والآن تحتاج 12 يومًا
ويأتي تعليق البنتاغون بعدما أكد تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الوكالة تجري مناقشات مع إيران حول منشأ جزيئات يورانيوم مُخصب إلى درجة نقاء تصل إلى 83.7% في منشأة فوردو ، وهي نسبة قريبة جداً من درجة النقاء المطلوبة لصنع الأسلحة النووية
وقال التقرير [ أبلغت إيران الوكالة بأن التقلبات غير المقصودة في مستويات التخصيب ربما حدثت خلال الفترة الانتقالية وقت بدء عملية التخصيب لدرجة نقاء 60% في نوفمبر 2022 أو في أثناء استبدال أسطوانة التغذية ].

ختامًا ، لقد أثبتت الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد السوفياتي السابق خلال النصف الثاني من القرن العشرين أن السلاح النووي يشكل رادعًا معقولاً لكلا الطرفين عن الانخراط في حرب نووية ، وسقفًا لا يمكن تجاوزه في صراعاتهما حول العالم دفاعًا عن مصالحهما ، ذلك أنه وكما قال الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغن [ إن حرباً نووية لا يمكن ربحها، ويجب عدم خوضها ] كذلك فقد خيضت كل الحروب بعد الحرب العالمية الثانية ، بأسلحة تقليدية ، وتحول السلاح النووي الى اصطلاح سياسي يؤثر في صياغة العلاقات الدولية ، وإضفاء قوة معنوية رادعة للدول التي تمتلكه ، يعزز مكانتها الإقليمية والدولية ، ويحمي مصالحها وأهدافها الجيوستراتيجي



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 26 / 2184604

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع رنا علوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184604 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 2


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40