بدأت اعمال الشغب في الشارع الاردني إزاء الاعتراض على إرتفاع أسعار الوقود ، إلا أنها من ليلة الجمعة بدأت بالتصعيد يقابلها عمليات قمع بأوامر مُشدّدة ، ووصل الشغب الى منع شاحنات الأدوية والقمح والوقود وغيرها من ميناء العقبة وغيرها
وعلى أثر الأحداث بدأت التحليلات للاوضاع الراهنة توحي بالقلق ، فمنهم من رأى في الأمر خطر إندلاع فتنة كبرى ، خصوصاً بعد استشهاد ضابط من الأمن العام وتيتم اطفاله ، وتأكيد شهود عيان بأنه تم غدره في حين كان يقوم بإزالة الأطر المُشتعلة ، في حين نفى البعض الآخر غير آبه بالفاجعة مُشيداً بالقول [ يخوفوننا من سيناريو سوريا ، فلنصبح إذن مثل سوريا ] وبالتأكيد هذا الرأي الأخير هو محض غباء لا يقبله عاقل ، فبغض النظر عن الفكرة المطروحة بالمُجمل ، يبقى السؤال هل الأردن تستطيع أن تتحمل ما تحملته سوريا زهاء ١١ عام من معاناة ؟؟!!
إن مثل هكذا أبواق دائماً ما تكون موجهة ومدعومة من الخارج لأهداف ومصالح خاصة واحياناً ضرورية ، فلو نظرنا من منظار اوسع واشمل ، لتبين لنا نقاط عديدة وواضحة
أولاً الأردن مُحاصر جغرافياً من السعودية ، والكيان الغاصب والبحر الميت ، وليس عنده ما يُؤهله ان يتعامل مع القوى العظمى من موقع المُقتدر ، وهذا ما يجعله يقع تحت خطر جيوسياسي اسرائيلي ، وذلك لرغبة الأخيرة بضم غور الأردن ( وادي نهر الأردن ) وهي منطقة على امتداد نهر الاردن ، بمساحة ٤٠٠ كلم مربع
اما السعوديه من طرفها فهي تتمنى قلب النظام في الاردن ، فهو لم تستقر به حكومة منذ سنين ، وفي عام ٢٠٢١ وحده جرى تبديل اربع وزارات حكومية
ومع أمعان النظر أكثر لرأينا الأيادي السعودية بارزة وواضحة ، وقد يكون التحريض لإثارة الشغب (خليجي الطابع) على غرار محاولات سابقة بُغية حصول الانقلاب المرجو على العاهل الاردني ، وذلك بسبب الروابط المتوفرة بين الدول الخليجية بالعشائر الأردنية والتمويل ، كما العلاقة مع الأمير حمزة بن الحسين والدائرة المحيطة به وأعوانه الأساسيين ، لكن المستفيد الأكبر من الفوضى في الأردن هي ، بالدرجة الأولى ،( اسرائيل ) ولعلها خدمة تُقدمها السعودية لها على طبق من فضة
ولا يخفَ على احد بأن الوضع في الاردن يُصنّف بالفقير ، كونه أسير المساعدات الامريكية _الخليجية ، فلا مصادر طاقة ، ولا أمن غذائي ، ناهيك عن النهب الصهيوني ، وهذا باب سهل الدخول منه لنيل المُبتغى
بالإضافة الى اهمية الاردن في دعم الضفة الفلسطينية وتغذيتها بالدعم اللازم من اجل الصمود في وجه العدو ، فمن مصلحة الأخير أن يقوم بقطع هذه التغذية وقطع اي منفذ على المقاومة ، لِمَ يُعانيه في الداخل الفلسطيني
وبالعودة الى الاحداث جرى قطع الأنترنت عن بعض المناطق في الاردن كما توقيف بعض التطبيقات المُستخدمة وذلك من باب درء الفتنة
ختاماً ، نتمنى إعادة الهدوء الى الشارع الاردني ، وان لا يتم خلط الأوراق ، فالفوضى في نهاية المطاف لا تخدم سوى العدو ، والثورات بفصولها جميعاً وليس الربيعية فقط منها ، لم تأتِ اُكلها يوماً لسبب بسيط هو تجردها من النزاهة
السبت 17 كانون الأول (ديسمبر) 2022
هل عادت لعنة( الربيع العربي ) لتطال الاردن!
السبت 17 كانون الأول (ديسمبر) 2022
par
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
20 /
2184524
ar أقلام الموقف رنا علوان ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
4 من الزوار الآن
2184524 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 4