الجمعة 7 تموز (يوليو) 2023

العدو يُجند الذكاء الإصطناعي!

الجمعة 7 تموز (يوليو) 2023 par رنا علوان

شن جيش العدو الإسرائيلي منذ أيام ، أعنف هجوم له على مخيم جنين منذ أكثر من 20 عام، ما أسفر عن فوز 10 شهداء وزُهاء 200 جريح، أما المُلفت في هذا الهجوم هو [ دمج أسلحة وتقنيات الذكاء الاصطناعي في جميع الأفرع العسكرية] ، وهو بمثابة أضخم تحول إستراتيجي منذ عقود.

ولقد تفاخرت وزارة الدفاع الإسرائيلية بأن جيش الإحتلال يسعى إلى أن يصبح في مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي ، الأقوى على الإطلاق مستخدمًا إياه على الصعيد العسكري
ويقوم العدو الإسرائيلي بتجريب ما ينتجه من أسلحة تعمل بالذكاء الاصطناعي على الفلسطينيين في الأراضيهم المحتلة ، [ يُستخدم فيها ما يُعرف بالأسلحة الفتاكة المستقلة (LAWs) التي يمكنها البحث عن الأهداف والاشتباك معها بشكل مستقل ، بناءً على مواصفات مبرمجة مسبقًا ] ، ثم عرض النتائج على المشترين المحتملين لتلك الأسلحة كأدلة على “نجاحها” في ساحة المعارك.

وهذا ما شهدناه منذ ايام في معركة [ بأس جنين ] فلقد استخدم العدو مركبات عسكرية ذاتية القيادة والعمل ، منها “عربة روبوت مسلحة بالكامل” توصف بأنها “منصة ذاتية وقاتلة تتعرف بنفسها على الأهداف وتقوم بتصفيتها”، وهناك أيضًا غواصة ( ذاتية القيادة) تعمل على “جمع المعلومات الاستخبارية” يطلق عليها العدو الإسرائيلي اسم “الحوت الأزرق” ، وقد دخلت مرحلة التجارب.

وينتج العدو الإسرائيلي في هذا السياق ايضًا ، وحوشًا آلية متنوعة تعمل بالذكاء الاصطناعي ، وتتخذ القرارات القاتلة وتنفذها بشكل مستقل ، ودون الحاجة لأي تدخل بشري، فضلًا عن تطوير العدو لتقنية تعمل أيضًا بالذكاء الاصطناعي ويُسميها “المعرفة المحسنة” ، وهي لا تقوم فقط بمراقبة أماكن إطلاق الصواريخ من جانب حركات المقاومة الفلسطينية بل أيضًا بتوقع أماكن الإطلاق المستقبلية لتلك الصواريخ.

في عام 2021 ، اعترف العدو الإسرائيلي ، أن مركبات مراقبة روبوتية ستساعد في دوريات الحراسة على حدود قطاع غزة ، إن وزارة الدفاع الإسرائيلية لا تقدم إحصاءات أو تقارير تفصيلية عن حجم تمويل الذكاء الاصطناعي ، لكن جيش الاحتلال نفسه يكشف النقاب أحيانًا عن بعض الأنظمة القتالية [ ذاتية القيادة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي ] ، والتي تم نشرها بالفعل.

بالإضافة إلى كل ما تم ذكره آنفًا ، يمتلك العدو الإسرائيلي الآن تطبيقات للتعرف على الوجه ، تهدف إلى التقاط صور لكل فلسطيني ، ويتم إدخال هذه الصور في قاعدة بيانات ضخمة يمكن استخراجها لأي غرض ، ولقد تم دمج برامج من شركات مثل Anyvision ، القادرة على تحديد أعداد هائلة من الأفراد ، مع أنظمة تحتوي على معلومات شخصية ، بما في ذلك ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي ، ولعل Theards وهو منصة مُشابهة لمنصة توتير ، قد تم تفعيلها حديثًا من قِبل مارك زوغربرغ ، ستخدم بشكل او بآخر في جمع المعلومات ، كون مارك مُؤيد للعدو الإسرائيلي ، فقد عمد منذ فترة الى ( اسكات المحتوى الفلسطيني ) على جميع المنصات التي يملكها ، دونما اي وجه حق ، يكفي ان يُظهر المستخدم اي بيان يُدل على كونه ذو هوية فلسطينية او مؤيد لها.

كما سلط [ أحد المتابعين المتيقظين ] الضوء ، ليلة أمس أنه قد أطلق العنان لوحدة المخابرات الحربية الإسرائيلية لجمع المعلومات عن أهداف في قطاع غزة ، المُتمثل في سرب ملوك الجو 135 للمهام الإلكترونية الخاصة: IAF Beechcraft King Air B200 “Tzufit، لجمع المعلومات الاستخبارية (RC-12D)‏.

وذكاء الإشارات ( SIGINT ) هو [ جمع معلومات استخبارية عن طريق اعتراض الإشارات ] ، سواء كانت اتصالات بين الأشخاص ( استخبارات الاتصالات – مختصرة إلى COMINT ) أو من الإشارات الإلكترونية غير المستخدمة مباشرة في الاتصالات ( الذكاء الإلكتروني – مختصر لـ ELINT )، وهو مجموعة فرعية من إدارة جمع المعلومات الاستخباراتية ، نظرًا لأن المعلومات السرية والحساسة يتم تشفيرها عادةً ، فإن ذكاء الإشارات يتضمن بدوره استخدام تحليل الشفرات لفك تشفير الرسائل ، وتحليل حركة المرور بين الموصلات.

إن جهاز الاستشعار المشترك الذي ترتديه كوكيا (GRCS) وهو “طائر مهام إلكترونية” يوفر قدرات استخبارات جوية مهمة ، من خلال المراقبة والاستطلاع (AISR) ، وقد تم بناء الطائرة في الأصل كنظام للحرب الباردة لتوفير مؤشرات وتحذيرات ضد الخصوم في كل من مسارح العمليات في أوروبا والمحيط الهادئ، كما جرى تحديث نظام Guardrail منذ البداية للحفاظ على ملاءمته وتمكين الملاحقة الأمنية المستمرة وللتهديدات الناشئة داخل ساحة المعركة المتغيرة أيضًا.

تعتبر GRCS هي المنصة المتكاملة الحالية لاستخبارات الإشارات (SIGINT) التابعة للجيش والتي توفر معلومات الاستهداف في الوقت الفعلي تقريبًا للقادة التكتيكيين وتدعم عمليات الطيف الكامل، يتم استضافة GRCS على متن طائرة ثابتة الجناحين (King Air B200)، تنتج قدرة مستشعر GRCS ذكاء اتصالات عالي الدقة (COMINT) وذكاء إلكتروني (ELINT) لرسم خرائط ساحة المعركة للإشارات الشائعة والحديثة ذات الأهمية لاكتشاف وتحديد الموقع الجغرافي للتهديدات المعروفة.

تتيح إمكانيات المعالجة والاستغلال والنشر لنظام الأرض المشتركة الموزعة مع الجيش (DCGS-A) وإمكانية معالجة واستغلال ونشر الإشارات في الوقت الفعلي ، مما يضمن هيمنة على المعلومات للقادة، يتم توفير بيانات GRCS وحمولات المهام ودعم عمليات البعثة من قبل لواء المخابرات العسكرية.

يُشار أيضًا إلى أن جهاز استشعار الدرابزين المشترك الذي تحمله تزوفيت (GR / CS) المعروف بإسم RC-12X أو RC-12X هو عبارة عن مجموعة SIGINT ذات أجنحة ثابتة ومحمولة جوًا ويقوم بإستهداف دقيق لنظام تحديد المواقع ، كما يجمع إشارات الراديو وإشارات الاستخبارات الإلكترونية ذات النطاق المنخفض والمتوسط والعالي ويحددها ويصنفها ، كما يحدد موقع المصدر ، ويوفر تقارير في الوقت الفعلي تقريبًا.

وقد طالبت منظمة هيومان رايتس ووتش الأممية مرارًا بفرض حظر دولي تام على تلك التقنيات العسكرية ، محذرة من أن “الآلات لا يمكنها أن تفهم قيمة الحياة البشرية”، لكن إسرائيل لا تهتم بمثل هذه التحذيرات، فمسؤولوها وجيشها يرون أن الفلسطينيين “لا يستحقون الحياة”.

ختامًا ، يحذر كثير من الباحثين وخبراء الذكاء الاصطناعي والناشطين المدافعين عن الخصوصية من مخاطر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أجهزة المراقبة المدنية وفي التطبيقات العسكرية والأسلحة ، وتعتبر الروبوتات القاتلة أحد أبرز تلك التطبيقات التي يحذر منها الجميع ، ولكن على من تقرأ مزاميرك يا داود.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 21 / 2184562

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقلام الموقف  متابعة نشاط الموقع رنا علوان   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

4 من الزوار الآن

2184562 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 3


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40