الحرب السيبرانية في فلسطين!

بإمكاننا الإعتبار أن كيان العدو هو اول من بدأ الاهتمام بمثل هكذا مجال في المنطقة ، وذلك في سنة ٢٠٠٩ حيث اعتبره حيزاً عملانياً جديداً وبغاية الاهمية وفي ٢٠١٥ أعلن رئيس اركان الجيش الإسرائيلي تأسيس سلاح رابع في الجيش ، الى جانب سلاح الجو والبر والبحر ، وهو سلاح السايبر إلا ان الجانب الفلسطسني ما لبث ان التحق به ولكن غير مُعلناً كما فعل خصمه ، ليفاجئ بعدها الجميع بنحو ١٠ سنوات عن اول هجوم الكتروني كان قد نفذه في غزة ضد اهداف اسرائيلية.
وقد كشفت عنه كتائب الشهيد عز الدين القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس ، وجاء الهجوم الالكتروني الاول لكتائب القسام خلال ما اسمتها
[ معركة حجارة سجيل ] رداً على العدوان الاسرائيلي عام ٢٠١٢ ، ونجحت من خلاله في اختراق اكثر من ٥ الآف هاتف نقال لضباط وجنود.
عمد بعدها العدو الى انشاء فريق بحث sabrizen لمتابعة انشطة المجموعات المهاجمة عن كثب ، فتم ملاحظة زيادة مهمة في نشاط ( APT-C-23) , الذراع الالكتروني الرئيسي لحماس ، وكجزء من الدراسة ، اكتشف الفريق ٣ اضرار جديدة ومعقدة ، الى جانب القدرات الهائلة لديهم في استخدام اللغة العبرية وانشائهم لملفات تعريف مزيفة بطريقة دقيقة وموثوقة
كما اضاف الى ان ما اثار الدهشة ، هو ان الادوات المستخدمة في الهجوم متطورة ، وتتضمن استخدام اضرار غير معلنة من اجل الوصول الى الاجهزة المحمولة للضحايا واجهزة الكمبيوتر ، لغرض التجسس وكشف المعلومات الحساسة.
في اكتوبر ٢٠١٤ انطلق سلاح السايبر الخاص بكتائب القسام ، والذي تم الإفصاح عن امره في حفل تأبين القائد المهندس ( جمعة الطلحة ) والذي وافق في ١٣ من الشهر الجاري ، شكل هذا السلاح هاجساً للعدو لمدة ٨ اعوام اي منذ تاريخ بدءه ، كما اعلنت الكتائب ان الفضل في هذا السلاح يعود لمؤسسه المهندس جمعة طلحة ، وقد نُفّذت تحت امرته العديدومن المهمات والهجمات السيبرانية ، كما لمع ايضاً اسم الشهيد محمد الطواشي الذي ارتقى خلال معركة سيف القدس.
لقد اصر الشهيد جمعة طلحة على العودة لخدمة القضية الفلسطينية وغادر من ابو ظبي عام ٢٠٠٧ الى سوريا حيث التحق بقسم التصنيع لحركة حماس.يكشف لنا نجل الشهيد عن محطات مهمة في حياة والده الذي كان يبلغ من العمر ٥٩ عاماً ، وكيف انه تلقى خبر استشهاده ، بعدما نشر جيش الاحتلال اسماء مجموعة من المقاومين ، تم استهدافهم بغارة جوية ، واضاف لم اكن اعلم ما هي طبيعة عمل والدي مع المقاومة الا بعد ما نُشر عنه من معلومات ، وانه مسؤول الامن السيبراني لحركة حماس.
وتؤكد عائلة الشهيد الذي تعود اصوله لمدينة الرملة الفلسطينية ان والدهم قارع الاحتلال في بيروت عام ١٩٨٢ قبل ان ينال الشهادة في ارض فلسطين الحبيية وفي الشهر المبارك
إن مثل هذه العمليات تجفف منابع المعلومات للاحتلال وتحمي ظهر المقاومة ، وتؤمن الجبهة الداخلية ، بما يحقق المناخ المناسب للمقاومة امنياً.
وكرأس حربة المقاومة في غزة ، ورغم بعض الانتقادات تتمتع كتائب القسام بدرجة عالية من السرية والكتمان ، ولا تكشف مطلقاً ما تقوم به الا في النطاق الذي تسمح به الظروف واهداف النشر.
ففي عام ٢٠١٤ كشفت الكتائب عن عملية [ العصف المأكول ] ونجاحها في اختراق منظومات مدنية وعسكرية من ثم عملية [ الجُرف الصامد ] ونجاحها في اختراق منظومة السفن الحربية
[حسناوات حماس ] فقد صرح العدو عبر وسائل الاعلام التابعة له ، ان حماس اوقعت بعدد من جنود الجيش عبر حسابات وهمية ، وحصلت بالفعل على معلومات مهمة تتضمن صوراً لقواعد عسكرية من خلال التنصت على الاتصالات.
ونقلت عن احد هؤلاء الجنود اعتقاده انه وقع في حب فتاة برازيلية ، وكشف لها اسراره ، حتى ادرك في نهاية المطاف انها ليست الا عنصرا من حماس في غزة.
خلاصة القول مثل هذه الحروب لا يوجد فيها خط احمر ، وهي دائمة التطور لذلك عمدوا الى ما يسمى ( لجنة سولاريوم للفضاء السيبراني )
Solarium Commission Cyberspac وهي عبارة عن نمط من الردع السيبراني متعدد الطبقات الا انه في هذه الحرب ، تكون الاسلحة فيها متاحة للجميع ، وبإمكان اي هاوٍ الدخول في اتونها ، وكل ما اتخذ من عقوبات واجراءات رادعة بائت بالفشل ، وعليه فقد نشهد المزيد من الصولات والجولات فيها.