تتصاعد ولكنها لا تتنوع طرق تنفيذ الجرائم في الولايات المتحدة الأميركية، خاصة تلك التي تتعلق بإطلاق النار في المدارس، حيث يأتي طالب قديم أو منخرط حديثًا في مدرسة أو جامعة ما ويفتح النار فيقتل من يقتل ويجرح من يجرح وتنتهي الحكاية. وبكل بساطة يترك الجميع أمام هول جريمة كبرى، تلملم الجراح وتوضع الورود في مكان الحادثة ويتعاطف الجميع مع بعضهم البعض ثم يشعلون الشموع وينشدون بعض التراتيل، ثم يترك الوالدان والأهل لمصيرهم وللصراع المرير الذي يخلفه مصابهم.
في مقابلة مطولة أجرتها وكالة فرانس 24 مع المفاوض الفلسطيني السابق غيث العمري، والمستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، اتهم فيها عباس والمقربين منه بالعمل على تشويه صورة وإقصاء أي قيادي يبرز في الساحة الفلسطينية، مشيراً إلى عزلة السلطة مع الشعب حيث يواجه سكان الضفة الغربية فراغاً سياسياً وأمنياً يدفعهم للابتعاد والانصراف عن الحكومة ومؤسساتها.
لا شك أن استعادة الدول العربية علاقاتها مع دمشق، بغض النظر إن كانت من بوابة تصحيح الخطأ الذي ارتكب عام ٢٠١١ بحق بلد مؤسس للجامعة العربية، او من بوابة ما فرضته المرحلة من متغيرات، أو بما فرضته موازين القوى في سوريا والتي تصب في مصلحة دمشق، إلا أنها خطوة جيدة من حيث الشكل.
أمّا الإصلاح السياسي، فهو الطريق الأقل كلفة ويأتي تدريجاً، وسلمياً، بطيئاً وبدأب، ولا بد أن يكون الإصلاح شاملاً حتى نستطيع القول إنه إصلاح حقيقي. شرطه الأساسي قبول السلطة المتنفذة لأنها الجهة التي تقبض على مقاليد الأمور، فإن لم تتبنَ الإصلاح، حقاً وفعلاً، وتدفع به إلى غاياته القصوى، فلن نشهد إلا المزيد من الخراب.
إنّ قراءة هذا التقرير الاستراتيجي يجب، بقدر ما، أن تكون قراءة فاحصة وكاشفة عن التناقضات في متن التقرير، وهذا يحتاج إلى قراءة ما بين السطور والعبارات، والكشف عن طبيعة العقل النخبوي الإسرائيلي، وحالته النفسية وتجلياتها في متن التقرير. إنّ أخذ الإجابات الجاهزة والمنمطة التي يقدّمها التقرير باعتبارها أجوبة وعلاجاً شافياً للأمراض/ التحديات التي يواجهها الكيان