احياء جماهير شعبنا البطل في قطاع غزة لذكرى انطلاقة المارد الفدائي بانطلاق حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح» وقواتها العاصفة عشية الفاتح من كانون الثاني عام 1965 ومعها بداية عصر التحول من اللجوء إلى قتال الحرية هو دليل مؤكد على أن الجماهير الشعبية وحدها القادرة على تنفيذ الإرادة الكفاحية مهما كانت الظروف، وفي الوقت الذي أقامت فيه هذه الجماهير الوفية لمنطلقات الثورة وتضحيات فدائييها ومجاهديها ظهرت صورة الفئة التي تسلطت على« فتح» وعلى ثورتها بصورتها الحقيقية التي لا تحتاج توصيفا أوضح من توصيف فعلها ونتائجه المعيبة.
الجهد الوحيد الذي بدا واضحا في هذا العرس الوطني الوفي هو جهد هذه الجماهير وهذه الآلاف التي ساقها شوقها ووفاؤها إلى ساحة الشهيد ياسر عرفات اضافة إلى جهد واضح بذلته الأذرع العسكرية بتسمياتها المختلفة وفي مقدمتها كتائب الشهيد عبدالقادر الحسيني وهو جهد لم يسلم من تخريب متعمد لامتدادت الحالة التخريبية التي ضربت في أعماق الحركة مباشرة عقب إجهاض الانتفاضة البطلة عام 2000 وتكالب هذه الحالة التخريبية في إيقاع مرسوم مع طلب العدو الصهيوني وإملاءات الامبريالي بوش واللجنة الرباعية الأسيرة لديه من أجل تجويف «فتح» وتفريغها من شحنتها الفدائية.
هل يخفى على مقاتلي تشكيلات الحركة الفدائية الناجية من إرادة الشطب بسبب وجودها خارج جغرافيا تآمره في غزة وهي القرارات التي فعّلها تيار التسوية في الضفة المحتلة بقرار وبرامج منه بعضها انتهى باغتيال أو اعتقال أو المساعدة عليهما معا لأبطال كتائب شهداء الأقصى، هل يخفى عليهم أن وجودهم بحد ذاته هو كاشف لعورات هذا التيار؟
من حق هذه التشكيلات أن تجد طريقة لها للتعاون أو حتى الاندماج بل هذا واجبها الميداني باعتبارها وريثة العاصفة التي هي أصلا جوهر وجود «فتح»، ومن حقها أيضا أن تأخذ طريقها إلى حوار معمّق حول وضع ال حركة وإن كان ذلك قد تأخر كثيرا فالحركة ليست مشكلتها بحجم تنظيم مهرجان ولا بمستوى تعيين هيئة قيادية مناطقية، الحركة مشكلتها في اغتيال الشرعية الثورية وضمنها العرف الفتحاوي باعتماد الفدائيين في مؤتمر« فتح» بنسبة النصف لصالح مغامرات تيار التسوية وفي إنتاج حركة لا تشبه «فتح» إلا بالتسمية منذ تنظيم همروجة ما سمي بمؤتمر بيت لحم مسبوقا بتغيير جوهري في العقيدة الأمنية للأجهزة وتسريح الكادر المقاتل تحت تسمية« التقاعد» وضرب التنظيم في الصميم وتحويله إلى دكاكين، وما تفريغات 2005 وغيرها من التفريعات إلا بعض قشور النتائج المركزية لعملية التخريب التي تمت ،هذه هي التي يجب أن يكون فيها البحث والتحقيق!
نقطة البداية أيها الأخوة في العودة إلى ما مهّد وما نتج عن هذا المزعوم بالمؤتمر السادس وفي فضحها جميعا ومحاكمة مقترفيها ، وفي العودة مباشرة إلى منطلقات ومباديء وإرث الحركة الفدائي الأصيل واعادة الروح لها عبركم، نقطة البداية في مواجهة تيار التسوية بنتائج مغامراته وما جلبته على« فتح» وعلى القضية من مصائب وويلات وتدفيعه ثمن مقامراته، نقطة البداية في الذي انطلقت عليه «فتح» من استراتيجية وأسلوب، نقطة البداية أنتم في وراثة العاصفة وليس غيركم خارجها، أنتم موضع مبايعة الجماهير وتقديرها والتفافها وأنت وحدكم اليوم صاحب الحق في إعادة رسم هياكل الحركة المغتالة لا رموز العار والاستخذاء والتفريط والتوريط ، لا تتوهموا ولا تغرقوا الناس بالأوهام.