صورة خاطئة..! هكذا تُفهم ...

تلفزيون سلطة عباس وضع صورة الشهيد أبو جهاد مكان صورة الشهيد أبو إياد في خبره عن وفاة السيدة تمام الكاشف أم إياد زوجة الشهيد صلاح خلف أبو إياد.

هذه ليست المرة الأولى على كل حال التي يفعل مثل ذلك جهاز السلطة الإعلامي سواء في التلفزيون أو في وكالة وفا نفسها فضلا عن بقية متفرعات العمل الإعلامي. ولنتخيل أن هذا يخرج عن ما يقال عنه وارث الآلة الإعلامية الفلسطينية إياها التي كانت الأشهر في العالم إبان الثورة الفلسطينية وتجربة منظمة التحرير ومؤسسات ومراكز بحثها في الماضي القريب.

الحالة هذه وما سبقها من على شاكلتها لا تصنّف تحت بند الخطأ المطبعي، ولا حتى تحت بند الجهل الموضعي، بل تحت بند واحد وحيد هو نواتج ومخرجات عملية غسيل الأدمغة والأرواح والنفوس التي تولاها الجنرالات الأمريكان في سلطة الأمر الواقع وخاصة بصمات كيت دايتون وفلسطينيه الجديد.

الفلسطيني الجديد الذي تولّى تصنيعه الأمريكان ليس فقط واقع بالقطيعة مع الماضي الشريف الذي غرسه الشهداء بدمائهم والأسرى بعذاباتهم، بل هو واقع في مساحة حقد على جملة هذا الماضي بكل عنفوانه وكراماته الوطنية، وهو نفس التفسير الذي يمكنك أن تخرج به وأنت ترى رقم دايتون (أجهزة أمن سلطته) وهو يهوي بيده أو بلسانه أو بعصاه على أم شهيد أو أسير أو زوجة مناضل أو فدائي، لأنه باختصار هكذا يعرف أنه مبقى عليه في هذا الجهاز أو ذاك إن فعل وهكذا يترقى فيه، وهو الطريق ليعجب رؤساءه الكافرين قبله بفلسطينيتهم واللاعنين لها صباحا ومساءا، وهو بالمناسبة طريقة الحاقد الأكبر عباس نفسه وعديله المجدلاني وهما من اختص بالسباب على الشعب الفلسطيني بأكثر من حادثة مثبتة صوت وصورة....ولا عجب.

في بداية تشكيل وإقامة السلطة الفلسطينية كانت المشكلة التي تواجه هؤلاء أي موظفي السلطة في كيفية ادارة واقع الاحتلال لو حصل تماس بينهما في موقع أو مؤسسة أو حالة بحيث لا يتنازل الفلسطيني عن فلسطينيته ولا يشعر العدو أنه يضع هذه الفلسطينية في موقع أدنى، ومشهد الشهيد يوسف ريحان أبو جندل وهو يصرخ بجندي الاحتلال الذي حاول اجتياز منطقة خاضعة للسلطة كان قويا بشكل واضح لكن كلمات الشهيد ريحان ( لا تسلّم ولا تقترب أنا مابصافحك ...ما بتعامل معك) كان أقوى كأنها طابع الارسال على الرسالة، ضعها في مقابل صورة ضابط السلطة قبل أشهر والمنبطح لتصليح بنشر العدو في الخليل لتعرف بنفسك أنها ليست صورة خاطئة على التلفاز ....بل أكثر من ذلك وتفهم هكذا....