ناطور المقاطعة الفلسطينية في مدينة رام الله المحتلة كان يستعد لإنهاء ملف إنهاء آخر صفحات ملامح العهد الوطني في حركة« فتح» باستبعاد الأسرى وهم آخر من تبقى على قائمة التصفية لديه وطيعا في مقدمتهم مروان البرغوثي من خلال ما يسميه المؤتمر الثامن، لكنه فوجيء أن لجنته التحضيرية اصطدمت بعقبات فقرّر بجرة قلم كالعادة تأجيله بضع شهور حتى يتمكن من تأمين ذلك.
المتابعون من الداخل يعلمون أن رغبة عباس هذه سبقتها رغبة الثنائي الشيخ- فرج في قطار العهد الصهيوني الجديد للسلطة الفلسطينة ولفتح لاحقا، وهي بالأكثر لدى حسين الشيخ الذي بات يخشى فعلا من عملية وفاء أحرار بنسخة ثانية تطلق مروان البرغوثي من سجنه الصهيوني وتعيده لفتح ملفات الثأر المتراكمة باعتبار أن هذا كان أحد أهم قائمة الوشاة الذين عملوا على التخلّص من مروان البرغوثي باكراً وهو الذي قدّمه أصلاً ورعاه فتحاوياً.
عباس أطلق قنبلة دخانية واسعة عبر الدعوة لتنظيم انتخابات مجالس محلية يقطّع فيها الوقت الذي يلزمه وعصابته لاتخاذ خطوات يتغلّب فيها على عقبات عقد مؤتمره الأخير لفتح وصياغة الشكل الذي يريد أن يورّثه خوفاً على مكتسبات أبنائه من قوت الشعب الفلسطيني ومستقبلهم بعد ذهابه من المسرح ، ومع هذا الوقت عاد ليتذكّر حاجته لاعادة افتتاح كازينو أريحا باعتبار أن أبناءه شركاء في هذا« الصرح الوطني» المميز والعلامة الفارقة لعمله.
هل سيتمكن عباس من تحقيق آخر مهماته التدميرية ليغيّر بذلك آخر ملامح حركة« فتح» وطنياً بعد أن سبق له وأنهى التعابير المباشرة في كتائب شهداء الأقصى بحلّها والحركة الطلابية بتحويلها لمندوبي أجهزة مخابراته والتنظيم بتحويله لمجموعة مافيات ؟
المشاهد المنصف لواقع الصورة يستطيع أن يجيب بنعم كبيرة لأن واقع الأسرى أصلاً هو خارج التغطية منذ فترة طويلة حتى أن اضراباتهم ومعاركهم التي يقودونها لاجل استعادة مكتسبات تاريخية تغوّلنت عليها سلطة السجون دون أن يرفّ لها جفن من جهة، ولأن كل الصورة الفلسطينية السياسية محكومة في نهاية المطاف ببطاقة مرور وراتب ورتبة في هيكلية السقوط الوطني القائمة.
هو إذن سينجح كالعادة ولكن السؤال ما هو شكل «فتح» بعد هذا كله وما هو مستقبلها بعد هذا التدمير ؟
RLS
