راجعوا انفسكم اولا٠٠٠

من السهل الرجوع علی الجزيرة القطرية بأنها ذات برنامج فتنوي، لأنها حقا كانت وستبقی كذلك، ولكن من الصعب التلطي خلف برنامجها الفتنوي لتفسير ما حدث امس في جنازات رجالات مخيم جنين٠

تنسی التنظيمات الفلسطينية أنها خادمة للجماهير، وبالقطع نسيت سلطة ٢٠٠٥ انها خادمة لشعبها، اما سلطة ٩٣ فقد قاتلت هناك لأجل شعبها، الفارق بين سلطة ٩٣ وسلطة ٠٥ ان الأولی وقفت بوجه دبابات شارون علنا وسرا وقاتل يوسف ريحان بكل ما كان لديه، وان سلطة ٠٥ كانت قد اخذت علما وتنسيقا مع مصفحات نتنياهو التي خردقتها عبوات المقاومة٠

استفتاء الناس علی السلطة واداٸها واداء وسلوك سحارتها وجهاً وقاعاً سهل، وجواب ذلك متوفر والمشهد الأخير تفصيل صغير اضافي، سيما والعدو يتقدم بالشكر لهاتيك السلطة علی منعها واعتقالها بعضا من مجاميع النجدة التي هبت لتقاتل مع مخيم جنين، ووجوه المشمّع التي تخرج عادة للهذر تستحق اكثر مما لقيت علی كل حال وقد ستر ربك٠

المسألة المعقدة هي الاستفتاء علی مناضلي فتح وليس علی غلمانها، هنا ستكون المعضلة، لأن الجماهير التي ترفع مناضلي فتح في كتاٸب شهداء الأقصی والعرين والرد السريع وما نعلم او لا نعلم، هي نفسها الجماهير التي لن تقبل بضعة رايات صفراء (علما ان لا صفار اصلا براية فتح) وبضعة وجوه ملتبسة او متلبّسة او محتبسة او محتسبة علی نهج التدمير والتخريب والبهلوانيات حتی لو كان تاريخها شريفا وكفها نظيفا ونظرها عفيفا٠.

فتح التي فتحت الثورة الفلسطينية الثانية بالفداء واليقين، تشتاقها هذه الجماهير كما تشناق الام وليدها، وبعضا من غضبها عتب مشروع بل ومطلوب، ولكن فتح التي تتمطی هذه الايام في بعض الوجوه الكالحة ومعظمها اقسم لا علاقة له بسطر واحد من المسلكية ولا الاهداف ولا الاساليب وربما كان من المٶلفة جيوبهم من مطرودي التنظيمات الاخری او سارقي صناديقها او المصادر المٶوّلة من انَّ والفعل، وتلفعت عندنا بالتيك اوي، هذه عليها ان تتوقع اكثر من ذلكم، ومهم ان يفهم من يعنيني فهمه، انه ان ترك الامر هكذا، فوالله لن تصبحوا الا كما اصبحت الصاعقة وغيرها مع احترام تاريخها الفداٸي طبعا٠

الجماهير تحتاج من يصارحها لا من يكذب عليها، وتريد من ينشلها لا من ينشل منها، وتتوق لرٶية وجوه مجاهدة لا خليط وقح ومستفز وكذوب حتی النخاع بينها او امام ناظريها وخاصة في يوم تقديس واجب الدم٠

راجعوا انفسكم اولا٠٠٠

لكن اعلموا بره هذه ليست لفتح التي تعشقها الناس، بل لفتح التي قبلتم ان يدوسها بعض الناس٠