اعتادت جامعة الشهداء، جامعة بيرزيت أن تكون كما أطلق عليها العدو وردد ذلك اسحق رابين وزير الدفاع الاحتلالي ورئيس حكومتها تاليا، الناقوس الذي يدق ليوقظ الضفة المحتلة وعلى مدار ربع قرن من نشاط الحركة الطلابية الفلسطينية منذ السبعينات وحتى اواسط التسعينات، هكذا كانت هذه القلعة الوطنية الحصينة محصّنة بقدرة حركتها الطلابية المندفعة لمجابهة مخططات الاحتلال وعلى مدى عشرات السنوات في فلسطين المحتلة.
في آخر انتخابات ديموقراطية في هذه الجامعة لاختيار مجلس طلبتها شهدت صراعاً حادا هذه المرة لم يكن عنوانه استكمال مآثر الحركة الطلابية الفلسطينية التقليدية، وضد العدو وفي سبيل انجاز مهمات وطنية مباشرة لصالح الوطن وضد المحتل وقطعان مستوطنيه، بل هذه المرة صراعات داخلية وعلى خلفية تدخلات أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في مسار الحياة الطلابية بعامة، وفي ذات النشاطات الطلابية المتعددة.
طبعا مفهوم أن أجهزة أمن السلطة تصفق لمسار سياسات السلطة الممعنة في دفن الرأس بالرمال على أساس أنها ترى أن لا بديل عن التنسيق الامني المخابراتي مع العدو طبعا ضد المقاومة، واستمرار صورة التعايش مع الاحتلال ومخططات الاستيطان في مقابل السلام الاقتصادي الذي اعلنه العدو وطبيعته رشى اقتصادية وتسهيل تنقل وحركة موظفي السلطة وعائلاتهم بشكل خاص، وعلى حساب معاناة وآلام ودماء الشعب الفلسطيني المتواصلة تحت جنازير آليات الاحتلال وبتسهيل من هذه الاجهزة ذاتها.
نتيجة هذه الانتخابات كانت بمثابة تصويت على خيار المقاومة وعلى فساد السلطة ومسؤوليها في آن، كما كانت أيضا فحصاَ لشعبية حركة «فتح» التي من الأفضل تسميتها بحركة «عباس» لأنها كذلك فعلا، وبالطبع فازت كتلة الوفاء الاسلامي المنتمية لحماس هذه المرة بفارق يصل النصف، الأمر الذي أفزع «تنظيم أبو مازن» ولكنه أيقظ بقية باقية من كادر فتحاوي اتخذ قرارات عاجلة بالاستقالات وتجميد العمل التنظيمي للبحث عن حلول، فكان جواب« تنظيم عباس » من لجنته المركزية المزيد من الجزرة والعصا.
قرارات لجنة عباس المركزية الأخيرة،إن صمت الفتحاويون المساكين مجددا، ستجعل نتيجة تنظيمه في الانتخابات المقبلة، كنتيجة رفيقيه الباصمين معه دائما، الديموقراطية والشيوعي، صفراً كبيراً....