السؤال الذي نفتتح به هذا المقال معقول ومنطقي، ربما لأن في متن الاجابة هناك عشرات الحقائق، من نمط مثلا، هل يعقل لأنه منذ عام 1973 وقصة تحضيرات الربع لوثيقة النقاط العشر اياها لم نحصل حتى على قن دجاج نافذته فلسطينة خالصة وبابه يفتح بإرادة فلسطينية خالصة؟ معقول مثلاً لأنه بعد كل مسيرة الانحدار السياسي والوطني والخلقي وخاصة منذ أوسلو إياها لم نجد غفير واحد في أي حكومة احتلالية يتعامل مع أي مسؤول فلسطيني من أي نوع خارج البسطار إياه؟
في مسار أحداث قضيتنا الوطنية الفلسطنية وبالذات الجزء الثاني منها والذي يفترض أنه قد بدأ منذ العام 48 والنكبة فإن ثلثي التاريخ هذا حتى أيامنا الحالية ونحن كشعب فلسطيني وكقضية وطنية موضوعين قصراً تحت سيف التجريب والمقامرات والمراهنات والنط على الحبال بأنواعها لمجموعة مرتهقة سياسيا وفاشلة وطنيا بامتياز ، والفشل صارخ بحيث لا تحتاج لأدلة سوى أن تعد 24 ساعة في بقعة من فلسطين المحتلة وتسجّل مشاهداتك المباشرة.
نعم هذا كاف، ولكن في الادبيات يحق لك المقارنة بما كان التبشير به قائم وما كانت عليه الوصايا والعهود قائمةً وصولاً إلى القائم والذي فيه تجسييد كل شيء انتقده الفدائي الفلسطين في أي نظام عربي أو أي حزب عربي أو أي مؤسسة عربية من أي نوع، ذلك أنه ولد لنا مسخ اسمه السلطة الفلسطينة مقابل تنازل جماعتها عن فلسطين الا قليلا وترك هذا المسخ لنفسه أن ينسج علاقات عائلية مع المستوطنين غزاة فلسطين وقتلة أبنائها بالحديد والنار.
الخلاصة اليوم باختصار نريد أن نضع فاصلا بين مسار ومسار، بين الرمادي وبين الأبيض فالاسود لا أحد يتبناه، المطلوب اليوم الفصل والفرز في الساحة السياسية والاجتماعية والثقافية والوطنية والمسلكية بعامة فلسطينياً، بين من يريد أن يستكمل فقرات البهلوانيات والخداع المؤسس على المصالح، وبين من يريد فعلا استكمال مسيرة نقية من التشوهّات والانحرافات وخاصة الوجدانية والميثاقية بالعودة الى اليانبيع الصافية، والقول لكل العالم وبلسان واحد واضح صريح، لا نعترف بالعدو ولا باحتلاله ولا بد من تحرير وطننا كل فلسطيننا مهما بلغت البتضحيات ومهما طال الزمن وصية لاجيالنا القادمة، ولتذهب اوسلو ومدرير وريفر والقرن والقرون الى الجحيم...
RLS
