الأحد 11 تموز (يوليو) 2021

«الفتحاويون الجدد» وموضة الاستفزاز....

الأحد 11 تموز (يوليو) 2021 par رئيس التحرير

هذه الأيام هناك موضة جديدة في الوطن المحتل يتابع شؤون نشرها مجموعة من «الفتحاويون الجدد» حيث التسمية هذه هي أفضل ما يمكن توصيفهم به على اعتبار أن الجنرال دايتون نجح في صناعة« الفلسطيني الجديد» كما قال، فلم تنتهي صناعته في الأجهزة الأمنية التي أفرغها من العقيدة الوطنية ثم القيادات الوطنية ثم الإرث الوطني، بل يبدو أنه نجح في صناعته تلك في حركة تحرر وطني سابقا حوّلها إلى حركة تعثّر وطني غير مسبوق.

«الفتحاويون الجدد» وهي ليست صيغة محالة إلى الزمان بل إلى الواقع فمنهم من نسي نفسه ونسي تاريخه بل وداس عليه بأقدامه الغليظة فدوى لــ «فتح الجديدة » ومصالحه فيها، نشطوا في التهديد والوعيد مؤخرا للشعب الفلسطيني المطالب بمحاسبة القتلة والفاسدين واللصوص والسماسرة، وهم طبعا يفعلون ذلك باسم هذه «الفتح الجديدة » بعد أن عجزت أجهزة السلطة في توجيه مثل هذا التهديد الذي عندما حاولت أن تفعله تصاعدت المسيرات وشعاراتها من محاسبة القتلة إلى ارحل لعباس وكامل سلطته وأجهزته.

قصة شارع مقابل شارع التي أطلقها «الوزير» المجدلاني لم تنجح من موقع السلطة ولم تنجح من موقع يافطة « م.ت.ف» فلا شوارع لها لأن شوارعها هم أولئك المستفيدون منها مباشرة وعائلاتهم لا أكثر وهذا لن يكون شارعا ولا حتى زقاقا، لذا التقط «الفتحاويون الجدد» المسلة وبدأوا بالتخييط بها ففي النهاية هم راس المستفيدين المباشرين من هذه السلطة وهذه المنظمة وهذه «الفتح الجديدة » ، فأصبحت الموضة« لا تختبروا صبرنا» و « لا تستفزونا لن نرحم احدا» وطبعا هم يدركون أن هذا التهديد ليس إلا لجماهير شعبهم التي كشفتهم وأدانتهم.

حاول ويحاول « الفتحاويون الجدد » تصوير القصة وكأن هناك مؤامرة حمساوية للاطاحة بهم في الضفة المحتلة ولذا يهرع عجوز المقاطعة للقاء أردوغان وتميم وغيرهم لاصلاح ذات البين واستمرار مهزلة «المصالحة» اياها واستدامتها بضع سنوات عسى أن تنفع في امتصاص هذا الغضب الشعبي وهذا الكره العام الذي بات هو الطابع العام تجاه سلطة عباس وفتحه الجديدة ولكن هذا يعني باختصار أن هؤلاء لم يدققوا جيدا فيما يحدث فعلا بالارض المحتلة وهم لم يعودوا عاجزين فقط بل هم تائهين ايضا.

حماس والجهاد وفتح العتيقة وبعض الشعبية والديموقراطية وغيرها لم تفعل شيئا داخل الضفة المحتلة ولا الداخل المحتل باسمها ولا براياتها ولا حتى بكادرها من هبة 2015 وما قبلها وحتى الساعة، بل إن محرك الضفة المحتلة والقدس الحقيقي هو هذا الجيل الجديد وهذه الحراكات الشبابية التي قد تكون تأثرت فكريا بأي منها ولكنها في الميدان تمارس نضالاتها وقناعاتها الوطنية ممارسة تامة بعيدا عن اي احتواء او ادارة من أي كان حتى أنها تنجح في خلق قياداتها ومرجعياتها الميدانية النضالية بنفسها مما يعني ان لعبة فتح في الضفة او حماس في غزة لا سلطة لها في اي نوع من قياس.

مع ذلك وقصور الفهم الواضح في الصورة يستمر هؤلاء« الفتحاويون الجدد» بخلط غنمهم مع غنم السلطة واجهزتها وموظفيها ويصدّرون اعلاما صفراء - لا علاقة للونها بلون راية فتح الاصلية- للساحة ويهزون السنتهم واكتافهم بالوعيد والتهديد ظنا منهم انهم يلجمون من يسمونهم خلف مؤامرة الاطاحة بهم لوراثة مسند الحكم والحكومة وهم لا يعلمون ان هذا الجيل الجديد قد قرف من كلمة سلطة وكلمة حكومة وكلمة دولة كلها كذب طالما وطنها لا زال محتلا او محاصرا او بكليهما معا....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 144 / 2184318

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

23 من الزوار الآن

2184318 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40