الأحد 22 آب (أغسطس) 2021

صور للوطن والخيانة...

الأحد 22 آب (أغسطس) 2021 par رئيس التحرير

في هذا الأسبوع قرأ المراقب للساحة الفلسطينية بإمعان صورتين في الضفة المحتلة وقطاع غزة المحاصر ، صورة تري الوطن الفلسطيني وصورا تري الخيانة الفلسطينية في نفس المكان ونفس الزمان.

الوطن كان في الصورة الأولى وهي صورة استنفار أبطال مدينة جنين ومخيمها لصد الاقتحام الاحتلالي الصهيوني مع اختفاء أدوات الاحتلال« الوطنية» المسماة أجهزة أمنية للسلطة الفلسطينية من الساحة تماما قبل محاولة العدو الدخول بهدف الاعتقالات و«التنظيف» ما أمكن لأن المدينة والمخيم عقبتان مؤكدتان بحسب تقاريره الأمنية، ليس فقط أمام أجهزة أمنه الاحتلالية، بل أيضا أمام أجهزة أمن الوكيل، أما تكملة الصورة فكانت في قطاع غزة، في التحام الشباب الفلسطيني مع جنود وقناصة العدو من المسافة صفر، صورة لها عنوان واحد مؤكد للمقاومة المستمرة في فلسطين المحتلة.

بينما تظهر الصورة الاولى الاصرار الشعبي على المقاومة ومواصلتها وتعظيم قوتها، تقول صورٌ أخرى تلتقط لحال السلطة الفلسطينية وأجهزتها ومؤسساتها ومحتليها شيئا آخر، تقول بأنواع الفساد السياسي والاداري والاخلاقي والوطني، وتقول بمدى الاستهتار التام بحياة ومصالح وممتلكات هذا الشعب المنكوب، وتري أن هناك اليوم بونا واسعا بين مجموعتين من الناس لم يعد ممكنا القفز عن حقيقة تموضعهما، الأولى تدور حول مصالح منسوجة مرتبطة ببقاء الاحتلال مهما كانت ممارساته وسياساته وبطشه، والثانية لم تعد قادرة على أبسط أنواع الحياة الاعتيادية بوجود هذا الاحتلال وبوجود خدمه القدامى والجدد، ولأول مرة أصبح واضحا في الضفة المحتلة وجود تناقض ثانوي يقفز إلى مرتبة التناقض الرئيس ويلتحم به.

الذين ساقوا للشعب الفلسطيني آلاف التبريرات لجعله يصدق أن اتفاق أوسلو الذي وقعوه هو مناورة سياسية تهدف إلى وضع الدولة الفلسطينية على الخارطة الدولية مهما كان حجمها صغيرا عندما تقوم كخطوة أولى نحو التحرير الشامل لبلده مارسوا الدجل السياسي المؤكد، لأن هؤلاء جميعا مارسوا الخيانة علنا محمولة على وعود لم تتحقق مطلقا، وبقي منها اعترافهم بسرقة ثلاثة أرباع وطنهم للص وفي نفس الوقت عملوا على قتل حق اللاجيء الفلسطيني بعودته إلى وطنه الذي هجروه منه عبر التلاعب بالالفاظ فيما يخص قضيته المؤجلة في بدء إعلانهم قبل ربع قرن، والمشطوبة اليوم تماما من كل جداولهم ونشاطاتهم إن لم يكن التآمر عليها من خلال مكاتبهم وسفاراتهم كما ظهر مؤخرا في سوريا ولبنان بشكل خاص.

الهمّ الأساس هذه الايام لنخبة جماعة السلطة هو تقاسم كعكة السلطة وارث محمود عباس فيها، وعلى خلفية هذا تجري ملاسناتهم وتراشقهم ومناوراتهم هنا وهناك بما فيها «طوشتهم» الداخلية على مناصب «وزارية» في« حكومة» محمد اشتية التي يريدون اعادة تصنيعها بظنهم الهرب من الاخفاقات والجرائم المرتكبة بما فيها جريمة غدر نزار بنات، وبما فيها سرقات قد فاحت روائحها النتنة في السلك الدبلوماسي الفلسطيني وملفات الكهرباء بعد الدواء واللقاحات طبعا، وهذه المجموعة المرتزقة سابقا والخائنة لاحقا لم يعد يهمها طبعا أي شيء آخر باستثناء حربها الداخلية الضروس حتى لو أدت إلى اقتتال داخلي ينسف آخر وشائج الحالة الفلسطينية وهو أمر لا نعرف بعد إن كان الاحتلال مستعدا لاختياره مخرجا من أزمته الداخلية وأزمته مع المقاومة شمالا وجنوباً ...!



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 144 / 2184397

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

5 من الزوار الآن

2184397 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40