السبت 7 آذار (مارس) 2020

عالة على هذا الشعب وليسوا خدما له....

السبت 7 آذار (مارس) 2020 par رئيس التحرير

انتخابات برلمان الكيان الثالثة قالت شيئا واحدا بلا ريب، أن هذا الكيان يعاني من أزمة وجودية حقيقية رغم كلّ الدعم والاسناد الأمبريالي له في هذه المرحلة غير المسبوق في التاريخ، وهو قطعاً في أضعف حالاته منذ انشائه عام 48 على أنقاض ونكبة الشعب الفلسطيني، محاولات نتنياهو التي أخرجها من جيبه في مسألة الهزيمة العربية عبر مسمى التطبيع مع الأنظمة التي انهارت أمامه وباتت تلهث لرضاه في سبيل تثبيت حكمها عبر الأمريكاني، لن تنفع نتنياهو ولا كيانه، وعلى الأغلب هو ذاهب لجولة جديدة رابعة.

اليوم يحق التساؤل أيضا، أين ذهب حزب العمل والوسط واليسار في الكيان؟ ذلك الذي وقعّت منظمة التحرير الفلسطينية معه اتفاقيات أوسلو وملحقاتها! لقد تبخّر أو كاد ولم يعد إلا تاريخاً في هذا الكيان الزاحف إلى أقصى مكان في عنصريته وأوهامه بشطب الشعب الفلسطيني وشطب قضيته، ومصادرة أرضه وتاريخه ومستقبله، وحتى المقاعد الديكورية التي حصلت عليها القائمة العربية المشتركة تحت شعار “إسقاط نتنياهو” لن يكون لها تأثير في هذا الكيان السائر بتسارع نحو نهايته المقبلة وتفجيراته الداخلية.

السلطة الفلسطينية لم تكلّف نفسها باستدعاء منظمة التحرير لتقف على تقدير موقف سليم لو قامت هذه الأخيرة بتنفيذ بنود الاتفاقات الفلسطينية المتكررة والداعية لانجاز ما سمي بملف “المصالحة الداخلية”، رغم حقيقة ظهور ضعف الكيان الداخلي هذه ، ورغم وضوح حقيقة عدم قدرته على مصارعة غزة مجددا في حرب هدّد بها يمين الكيان من نتنياهو إلى آخر وجوه الصعود فيه والصراع الداخلي، فعنتريات الكيان سقطت مجددا أمام حقيقة وجود المقاومة ولأول مرة في موقع توازن رعب مع الكيان عبر بنيتها المتنامية بالقطاع المحرر والمحاصر.

حملات الفجر التي كانت من الممكن أن تكون قاسماً مشتركا بين جميع القوى الفلسطينية للتحضير لهذا اللقاء الوطني الداخلي في الضفة المحتلة وساحتها المنهوبة المتآكلة، تعرّضت لباردوكس فاقع من قبل السلطة وحزبها، ففي حين حاولت فتح السلطة القفز على هذا النشاط الجماهيري الشعبي بادّعاء رعايته، لجأت سلطتها إلى اضطهاد واحتجاز الدّاعين إليها والتضييق على حراكهم بطريقة لافتة، فتركت سؤالا أعمق حول ما تريده السلطة وماذا يريده عباس بالضبط، أين تبخّرت كلماته بالذهاب إلى غزة وإنجاز الوحدة في مواجهة صفقة القرن؟! ولا يمكن إلا استنتاج عدم جدية هذه السلطة وعدم جدية هذه القيادة بأية مواجهة من أي نوع كان لما طرأ ولما سيتلو أيضا.

الذين قالوا بأن نتائج انتخابات كيان وتهديدات نتنياهو بضم الضفة تستدعي نضالا جديدا أو فصولا جديدة للنضال الفلسطيني في ضوء سلوك هذه السلطة الحالي والماضي هم ببساطة واهمون، هذه السلطة وهذه القيادة أثبتت على طول المسار منذ عقدين كاملين أنها مجرّد حاجة احتلالية تامة لا تملك من أمرها إلا أن تكون كذلك، بل لقد ذهب رئيسها للتبجّح علنا بأنه أول “مجرم” بتأسيس الاتصالات مع القوى الصهيونية منذ السبعينيات، هذا المجرم لا يظن أن هناك داعياً لتأسيس اتصالات بالفلسطيني الذي يمتلك رؤية ورأي آخر في كيفية مواجهة الاحتلال والعدوان الصهيوني، ربما لو كان صهيونيا لسارع كما أثبت دائما للتواصل معه وأنشأ اللجان والميزانيات لهذا الغرض.

الضفة المحتلة لا زالت مسرحا للحسم الأساس والكبير في الطريق نحو كسر هذا الكيان على طريق شطبه من الخارطة السياسية والتاريخية، تحرير الضفة الغربية من الاستيطان ومن التهويد هو ساحة الحرب الفعلية والاستراتيجية في الطريق لبناء مسيرة جدية جديدة للشعب الفلسطيني، والقوى التي تريد المشاركة في هذا الشرف يجب أن تسارع اليوم قبل الغد للقاء ولإنجاز رؤية وحدوية حقيقية وبرنامج فاعل للشعب الفلسطيني دون أدنى انتظار لهذه السلطة وقيادتها، فهؤلاء أثبتوا مكرراً أنهم عالة على هذا الشعب وليسوا خدما له....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 1055 / 2184204

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

19 من الزوار الآن

2184204 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40