الأحد 13 كانون الأول (ديسمبر) 2020

هذه الارض لا يحرثها الا عجولها ولا يعيدها إلا مرتينها...

الأحد 13 كانون الأول (ديسمبر) 2020 par رئيس التحرير

تواصل الأنظمة العربية المهزومة والمرتهنة لقرار ترامب الامبريالي المهزوم بدوره مسلسل انهياراتها العلنية بلهاثها المسعور لعقد صفقات الخيانة العلنية باعلان التخلي عن قضية الأمة العربية المركزية كما كانت ولا زال بعضها يتشدّق بهذه الورقة من التوت حتى وهو يمارس سقوطه وانكشافه، وطبعا يتي ذلك كله استجابة لالحاح المهزوم الثالث بنيامين نتنياهو رئيس وزراء عصابة الكيان الصهيوني لتشكل لوحة الهزيمة المثلثة والتي تشحذ سكاكينها وتغرسها في ظهر ورقبة القضية الفلسطينية وقدسها الأسير.

لم يخف الامبريالي المسيصهيوني ترامب أسلوبه في العمل منذ بداية ظاهرته قبل أربع سنوات بل أظهرها علنا وأعلن عنها مرارا وتكرارا بطريقة التجارة الواضحة، وبحث في كل خلل حدودي أو خلل بنيوي أو خلل طائفي في كل دولة من هذه الدول التي تطلق على نفسها تسمية الدول العربية وتنتظم في منتدى أيضا اسمته باسم الجامعة العربية، لم تتحد تحت قبة جامعته يوما إلا على تحقيق مصالح تخص عروشها وأنظمتها ولم تمانع أن تصدر بيانات تختتمها بجملة القضية المركزية للامة العربية فلسطين.

حتى هذه الجامعة التي سعت جاهدة لوضع سقف انبطاحي خاص باسم المبادرة العربية في نسخة عام 2002 لتكون كورقة توت أخيرة تخفي انبطاح وهزيمة هذا النظام العربي الساقط شعبيا والذي لم يتورع أن يتآمر حتى على نفسه فرادى وكتلاً ، لم تستطع أن تكبح الانزلاق الرسمي لعدد من دوله عندما أشار ترامب باصبعه لهذه الانظمة بالركوع والخنوع لارادة السيد الامبريالي الذي يرتّب لنقل سيادته إلى السيد اليهودي المحتل لفلسطين والمشرّد لشعبها والمهدد لمقدساتها، فتوالت كأحجار الدمنو بالسقوط في الخليج «الثائر» والمحيط «الهادر» وكان آخر طبعاتها رئيس «لجنة القدس» نظام المغرب.

طبعا كان لهذا المسلسل فوائد رغم شكله الكارثي وحجمه المخزي، فعلى الاقل باتت كل الشعوب العربية وكل الجماهير تدرك ما تمشفه الصحافة والارشيف السياسي في كيان صهيون من تاريخية العلاقات بين مختلف هذه الانظمة والكيان الصهيوني السرية في كل المجالات الاستخبارية والامنية والسياسية، وأكثر من هذا باتت الجماهير الفلسطينية على يقين بأن احتلال فلسطين والذي بدأ منذ الجريمة الكولونيالية البريطانية وحتى تاريخه لم يكن ليدوم لولا تآمر أنظمة العرب، فالمؤامرة حقيقة ساطعة الاجزاء وليست نظرية!

في فلسطين المحتلة لم نعوّل يوما لا على جامعة الانظمة العربية ولا على أنظمتها باستثناء واحد او اثنين مرا في طريق مكلل بالعار والشنار من الهزائم والانهيارات، ولكننا كنا دوما نراهن على الشعب العربي الذي قطعوه شعوبا وطوائف ليسهل عليهم تمرير هذه النؤامرات والبقاء على صدور هذا الشعب العربي الذي ضمنوا تخلفه وتجزئته وجريه خلف لقم العيش مغموسا بالحاجة بعيدا عن الحرية والكرامة بعد ان خدروه بكثير من الشعارات الكاذبة، وفي فلسطين نحمد الله ان هناك عواصم عربية حقيقية لا زالت قلاعا تقاوم في دمشق ووصنعاء والجزائر وبغداد يمكنها ان تقول انه لا زال هناك عنوان عربي لم يخضع لبسطار نتنياهو بعد.

ولكن حتى لو سقطت كل القلاع فإن هناك شعبا في فلسطين أصبح يعي تماما اليوم أنه كان مخدوعا بشعارات لا قيمة لها، وبأيمان مغلظة منذ تلكم الشهيرة عام 36 ليفك اضرابه، وحتى تلكم عام 2002 ليوقف انتفاضته، وأن هذه الارض لا يحرثها الا عجولها ولا يعيدها إلا مرتينها...



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3117 / 2183845

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2183845 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 20


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40