لست مع روسيا، ولا مؤيداً لها، ولا داعياً لنصرتها والدفاع عنها، فهذا الأمر ليس من شأني، ولا يعنيني، ولست في هذه المعارك أكثر من مشاهدٍ ومتابع، وقد أكون متلقياً إذا انعكست سياستها على بلادي، وأثرت على شعبي وأمتي، كأن تؤيد عدوي، وتساند خصمي، وتتجاوز حقي، أو تتآمر على بلدي.
ولكني أتساءل لماذا يضيق العالم ذرعاً بالقاعدة الروسية التي تكاد تكون الوحيدة الآمنة الباقية، وهي المقامة قديماً على أرضهم التاريخية، في شبه جزيرة القرم، في ميناء سيباستو بول على شواطئ البحر الأسود، وهي التي كانت يوماً لهم، ومازال يسكنها مواطنوهم، الذين يتحدثون لغتهم، ويعتنقون دينهم، وينتسبون إلى مذهبهم، ويدينون بالولاء إلى وطنهم الأول، ويبدون استعدادهم للدفاع عنه، والعودة إليه، وحمل هويته، والتمتع بجنسيته.
بينما يغضون الطرف عن مئات القواعد الأمريكية المنتشرة في أغلب دول العالم، والتي لا تكتفي بأن تكون قواعد عسكرية، بل أصبحت قوةً داخل الدول، وسجوناً على أرضها، ومواخير للدعارة في البلاد التي تتواجد فيها، حيث تستقدم آلاف العاهرات، من كل مكانٍ في العالم، إلى القواعد الأمريكية حيث تكون، لمساعدة الجنود الأمريكيين، والترفيه عنهم.
علماً أنها لا تخضع لقوانين البلاد التي توجد فيها، ولا يقدم جنودها إذا ارتكبوا مخالفةً إلى المحاكم المحلية، ولا تطبق في حقهم القوانين الوطنية، كما أنهم لا يفيدون البلاد اقتصادياً، إذ يعفون من الضرائب، كما يجلبون معهم على سفنهم كل ما يحتاجون، فلا يضطرون لشراء شئ من البلاد التي يتواجدون فيها إلا ما نذر وقل.
أليست هذه معايير مزدوجة، ومقاييس منحرفة، وسياسات عرجاء شوهاء، وعيونٌ عمياء، ونفوسٌ بلهاء، وقادةٌ حمقاء، وأحكامٌ رعناء، لا ترى إلا ما تريد، ولا تحكم إلا على ما لا تحب وترضى، وهي ذات السياسة التي نخضع لها، وتطبق علينا، ونعاني بسببها، ونشكو من ظلمها منذ عشرات السنين
الأربعاء 5 آذار (مارس) 2014
وجهة نظر لصالح روسيا
مصطفى يوسف اللداوي
الأربعاء 5 آذار (مارس) 2014
par
د. مصطفى يوسف اللداوي
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
94 /
2197627
ar أقلام الموقف د.مصطفى اللداوي ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2197627 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 10