الثلاثاء 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011

وصفة لتصبح رئيساً لأمريكا

الثلاثاء 13 كانون الأول (ديسمبر) 2011 par يوسف أبو لوز

أولاً : يتوجب أن تتوفر فيك مخيلة سينمائية لا تقوم على المبالغة بقدر ما تقوم على اللف والدوران والتبرير. عليك أن تدور على محور واحد، «إسرائيلي» أولاً وأخيراً، ولا تنس أن تشتم الفلسطيني وتخلع عليه الكثير من الصفات والألقاب بطريقة خطابية سينمائية مرة ثانية، والخطابة هنا استعارة عربية أول من أجادها ووظفها لبرنامجه الكارثي جورج بوش الابن الذي سجل أعلى نسبة خطابة في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية وهو يحاول جاهداً أن يسبغ على شخصيته كاريزما قيادية كونية، وأكثر من ذلك كتب الشعر، واختار فريق عمل ربما كان الأشد ضراوة في سلسلة الإدارات الأمريكية، هذه الضراوة التي كان يمثلها بشكل خاص وزيره دونالد رامسفيلد الذي كان ظهوره السينمائي أقل إقناعاً من ظهور رئيسه.

ثانياً : لا حاجة لك للثقافة السياسية وقراءة التاريخ وتراجيديات الشعوب وحتى فنونها وجمالياتها، فيكفيك أن تختزل فكر العالم كله في صورة رامبوية واحدة، قبعة راعي بقر وحصان ومسدس.

ثالثاً : خذ دائماً بالمبدأ الميكافيلي المعروف : «الغاية تبرر الوسيلة»، وهو مبدأ قد يجد له صدى أسبق منه وهو «الحاجة أم الاختراع». مثلاً تحتاج أمريكا إلى توسيع امبراطورية رامبو فتخترع الحروب، تحتاج إلى تأكيد فكرة القوة وثقافة القوة فتركب على ظهر القمر أو تخترع مجرة من الأقمار الصغيرة تجعل العالم كله تحت مجهرها في حجم رأس الدبوس.

رابعاً : عد دائماً إلى ما يسمى في اللغة السياسية الورقة الفلسطينية، وهنا مهد لبرنامجك الانتخابي أو أقم برنامجك هذا كله على أساس واحد رمي الفلسطيني إلى الشتات والضياع، وإهداء الأطفال «الإسرائيليين» وأمهاتهم وجداتهم وعوداً توراتية تؤكد على دولة يهودية تمتد من النيل إلى الفرات.

خامساً : عليك بالدموع .. نعم الدموع، ابك أمام حائط الحاخام وارتد القبعة اللبادية السوداء، وطأطئ رأسك أمام الحائط في حالة خشوعية بالغة العمق، مرة ثانية استعن هنا بالحالة السينمائية، وتمثل في هذه اللحظة بالذات تراجيديا التاريخ «الإسرائيلي» وقصة التيه ثم قصة رمي اليهود إلى البحر على يد أولئك القراصنة الفلسطينيين.

سادساً : لا تنس أبداً رواية المحرقة، وضع في جيبك دائماً تهمة جاهزة الصياغة بلغة إنجليزية سليمة : «أعداء السامية».

أخيراً وليس آخراً كما يقال أرسل السلاح إلى محظيتك «إسرائيل» واطمئن على صحة البحر من أجل انسياب طبيعي لأسطولك الكبير.

بهذه الطريقة تصبح رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وتدخل البيت الأبيض بعد أن تركت خلفك ملايين البيوت الملطخة بالدم والدموع.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10 / 2183305

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

12 من الزوار الآن

2183305 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 23


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40