الجمعة 6 أيلول (سبتمبر) 2019

المقاومة مستمرة....

الجمعة 6 أيلول (سبتمبر) 2019 par حلمي البلبيسي

المقاومة حق مشروع للشعوب التي إنتهكت حقوقها وأعتُدي على مقدساتها ، وأُحتلت أراضيها ... تكفل هذا الحق الشرائع السماوية ، والقوانين التي وضعها الإنسان لحفظ الأمن والأستقرار والسلام بين الدول والشعوب .

وهي إضافة إلى ذلك فطرة فطر الله الخلق عليها ، فالحيوانات بكل تنوعاتها تدافع عن صغارها وتدفع عنهم الأذى ، وتحمي مخابئها ومناطق نفوذها من أي دخيل معتد .

فكيف بالإنسان الذي أنعم الله عليه بالعقل ، وكرَّمه بشرائع سمحة أوصت بالسلام والتسامح مع الأفراد والشعوب ، إذا جنحوا للسلم واختاروا الإلتزام بحقوقنا ، وتعهدوا بعدم الإعتداء على أراضينا ومقدساتنا .... وفي ذات الوقت أمرنا بالقتال دفعاً للظلم ورداً للعدوان . “اُذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير” صدق الله العظيم
فالدفاع عن الأرض والعرض ورد العدوان عن المقدسات والأنفس ،مأمورون به شرعاً وقانوناً وعرفاً .

فالأمم المتحدة أقرت في شرعتها بحق الشعوب في الدفاع عن النفس ورد العدوان ومقاومة الظلم ... وإن كانت تغمض عينيها عن هذه البنود ،حين يتعلق الأمر بالحق الفلسطيني ،بسبب سيطرة أمريكا والغرب الإستعماري على المنظمة الدولية.

إذن فلا خلاف على حقنا بالدفاع عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا مهما غلت الأثمان والتضحيات .إلا أن المقاومة المسلحة وحرب الشعب طويلة الأمد ،لها كلفها العالية ،وشروط إستمرارها ونجاحها .

ولكي نضمن إستمرار المقاومة وتصاعدها ،يجب أن نعي عدة أمور منها :

1 – إعداد الأفراد إعداداً نفسياً وفكرياً،يسلحهم بالإيمان بحقهم ،وعدالة نضالهم ،وقداسة القضية التي يضحون من أجلها ويجاهدون في سبيلها ، ويقين بقدرتهم على تحقيق النصر على العدو ، مهما غلت التضحيات ,طال امر مقاومتهم ... فالعدو من جهة والقيادات المهزومة نفسياً والخاوية القلوب من الإيمان. ستواجه مقاومتهم بحرب نفسية أسلحتها مشاريع سلام مشبوهه ،وعروض صلح واهية تعرض الفتات على المجاهدين مقابل وضع أسلحتهم ،وإنهاء مقاومتهم ،ناسين أو متناسين ان مقاومتنا ليست على ملكية شركة تجارية أو شقة في عمارة. أو سيارة معطوبة،بل هو نضال لإستعادة وطن من محتل غاصب شرد شعبنا ،ودنس مقدساتنا. كما سيعمد العدو وأعوانه بين ظهرانينا على التشكيل في قدرتنا على تحقيق النصر ،ودحر المحتل ،وذلك بترويج ثقافة الإنهزام والدونية في جانبنا ،وتعظيم قدرة العدو المادية المعنوية ،ونشر المعلومات المغلوطة والشائعات عن قدرات مبالغ فيها لدى العدو ،وإمكانيات مخابراتيه ،غير معتادة على كشف وملاحقة المقاومين ،وعن ايجابيات السلام المزعوم بحجة أنه ليس بالإمكان أحسن مما كان ،وأن رفضنا لسلام الجبناء سيؤدي الى خسارتنا كل شيء ... ولهم في ذلك فتاو ,وآراء كل هدفها زعزعة ثقة المناضلين بأنفسهم وشعبهم ،وعدالة قضيتهم .

2 – إستكمال العدة ، بعد الإعداد النفسي والفكري والروحي كما سلف، بالأعداد المادي ،وهو إعداد المقاومين جسدياً على تحمل عناء المقاومة ،وجهد ملاحقة جنود الإحتلال ،وتعلم تقنيات المراقبة والملاحقة والرصد لمواقعه ومستوطنية وحواجزه الأمنية والعسكرية ،وترصد أعوانه وعيونه من بني جلدتنا ،الذين باعوا دينهم وإنتمائهم للعدو. كما يتوجب أستكمالاً للإعداد المادي ،معرفه فنون القتال وخطط مواجهة العدو ،والتدريب على السلاح المتاح ،وتركيب الألغام ،والأستفادة من المواد الأولية المتوفرة للعموم ،لتصنيع الألغام والقنابل .

وعلى كل حال. فلن تعجز الحيلة الشعب المقاوم من إبتداع وسائل وأساليب لمقاومة جنود العدو ،وإنتفاضة الحجارة خير دليل على ماألحقه الحجر الفلسطيني حين أستخدمة شباب آمنوا بربهم ،بجيش محترف مدجج بالسلاح الخفيف والثقيل .

3 – تنظيف البيت الفلسطيني من دنس العملاء والجواسيس ،بملاحقتهم وتسليمهم للقضاء ليتولى إنزال العقاب المناسب بهم ،إلا من تاب ،وعاد إلى رشده ،وقدم كل مالديه من معلومات عن عملاء أخرين ،أو ماقدمه هو للعدو من معلومات ،فهذا قد يفيد المقاومة بأخذ الحذر والإحتياط بما يكون لدى العدو من معلومات قدمها العملاء والجواسيس.

وفي هذا المجال نؤكد أنه لايجوز تنفيذ الاحكام على العملاء أو المشتبه بعمالتهم من قبل أفراد مقاوميين،وبقرار فردي ، فالإغتيالات السياسية ،قد تجر على الثورة وأنصارها وعلى الشعب بشكل عام مشاكل ،ربما تنعكس سلبا على علاقات الاسر والعائلات ببعضها ... ولذلك فيجب أن يكون القانون وسلطة الدولة هي التي تحقق وتثبت التهمة أو تنفيها ،وتوقع العقوبة على من تثبت ادانته ،في ظل اجراءات قانونية ،وتحقيق إنساني لا يلجأ الى التعذيب بأي حال من الأحوال .
4 – تعبئة الجماهير تعبئه ثورية واعية ،وتزويدها بالمعرفة والمعلومة الضرورية لتثبيت إيمانهم وتمسكهم بحقوقهم ،وتأكيد حقهم في المقاومة ،وما يستتبعها من خسائر مادية وبشرية قد يلحقها العدو بها. بسبب عمليات المقاومة ،فالعدو عادة يلجأ إلى الإرهاب والتنكيل واستخدام وسائل البطش ،ليجبر الجمهور على الانفضاض عن الثورة ،وفك التحامهم بالمقاومة.

5 – معرفة العدو ،وهذا يعني دراسة نقاط ضعفه ،والمفاصل التي يسهل إستهدافها ،وتحدث بالعدو أكبر الضرر ،ولعل إستهداف المستوطنين الغوغاء ،الذين يعيثون في أرضنا فساداً ، فيقطعون الشجر ، ويحرقون المزروعات ويعتدون على الآمنين من رجالنا ونسائنا وأطفالنا ،يكون فيه أبلغ الرد على أرهابهم وهمجيتهم. وفي مجال معرفة العدو ،ينبغي تتبع متى وأين تتجمع قطعان المستوطنين ،الذين لجبنهم ،لا يتحركون إلا في مجموعات حول مستوطناتهم ،يستهدفون البشر والشجر ويتلفون كل ما تصل اليه أياديهم الآثمة ،إلى حد إحراق بيوت العبادة .... فعلى المقاومة أن تستهدفهم بكل الوسائل والأسلحة المتاحة ،ولاتأخذهم بهم رأفة أو رحمة بحجة أنهم مدنيون ،فهم قطعان من الذئاب المتوحشة ،لاتخرج من مستوطناتها إلا مدججة بالسلاح.

6 – تمتين التحالفات التي تقوي الثورة ، وتشد من أزرها ،فنحن جزء من الأمة العربية ،التي مافتئت شعوبها تقف معنا ،وتدعمنا مادياً ومعنوياً ،كما أننا جزء من الأمة الإسلامية التي تنص عقيدتها على أن فلسطين ،أرض الإسراء والمعراج ،ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم ،أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. وبالرغم من أن معظم شعوب أمتنا العربية والإسلامية ترزح تحت نير أنظمة ،تخلت عن كرامتها ،وأعطت الدنية للعدو والمستعمر ،إلا أن شعوبنا العربية والإسلامية ،مازالت على عهدها ،وفيها الخير الكثير ،وإستعدادها للتضحية عال وصادق.... ولو رفعت عنها الأنظمة الظالمة عبئها وفتحت الأبواب لمن يرغب فيما عند الله من المجاهدين، فلن يهنئ العدو في فلسطين،،،يصول ويجول ،وهو مطمئن إلى مواقف اؤلي الأمور منا ... فهم الحماة الحقيقيون لهذا العدو،والذين بسياساتهم المشبوهه ،وقمعهم لجماهيرهم .، وأذعانهم لمخططات العدو وخدمتهم لمصالحه،يطيلون في بقائه ويغطون على جرائمة ومجازره.

كما نؤكد على الحفاظ على علاقات التحالف والصداقة مع الدول والشعوب الصديقة التي آزرت نضالنا ودعمت قضيتنا .. فهم صوتنا في المحافل الدولية ،والداعمين لحق شعبنا في الحرية وإنتزاع حقوقه الوطنية المشروعة.

وكما جاء في مقالنا السابق ، نكرر أن المقاومة فعل دائم ومستمر ، واسلوب نضال لايتوقف إلا بزوال الاحتلال وعودة الحقوق الثابتة لشعبنا في وطنه وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني ،وعلى أنقاض الكيان الصهيوني الغاصب ... وان المقاومة هي قتال بالسلاح بكل أشكاله المتوفرة ، وبالألغام وقنابل المولوتوف وبالسكين وحتى بالحجر ...كذلك فأن مقاطعة العدو في كل ماينتج ويصدر لأسواقنا ، ومقاطعة العمل في المستوطنات ،والمظاهرات الجماهيرية والأعتصامات ،وسائل مقاومة ،يستطيع كل فرد في الشعب أن يؤدي دوره فيها ،ويجد له بين ماسبق أداة ووسيلة يقاوم فيها العدو ،ويدعم حقنا في أرضنا ،ويعزز من صمودنا وثباتنا في مواجهة عدو نازي لايرعوي ،إلا بمقاومة متواصلة تلاحق العدوفي كل زاوية وشارع في وطننا المحتل .



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 3888 / 2178297

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع ارشيف المؤلفين  متابعة نشاط الموقع م.حلمي البلبيسي   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2178297 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 21


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40