الأحد 27 آذار (مارس) 2022

فى ذكرى يوم الأرض إنقذوا أهالى الشيخ جراح

د.كريمة الحفناوى
الأحد 27 آذار (مارس) 2022

تمر هذا العام الذكرى السادسة والأربعون ليوم الأرض (30 مارس 1976) اليوم الذى عمت فيه الإضرابات والمسيرات فى أراضى عرب 1948 داخل البلدات العربية من الجليل إلى النقب، احتجاجا على مصادرة أراضيهم ودفاعا عن الأرض مصدر الانتماء والحياة، وتضامن معهم أهالى الضفة الغربية وقطاع غزة وفى معظم مخيمات الفلسطينيين
لقد تبنت حكومة الكيان الصهيونى فى عام 1950 “قانون العودة” لتسهيل الهجرة اليهودية إلى إسرائيل واستيعاب اللاجئين اليهود، وسنت قانون “أملاك الغائبين”، والذى قامت بموجبه بمصادرة الأراضى التابعة للاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا أو طُرِدوا من المنطقة والتى أصبحت “إسرائيل” فى عام 1948، كما صادرت أراضى المواطنين العرب داخل إسرائيل بعد تصنيفها على أنها أملاك غائبة.
قامت حكومة الكيان الصهيونى بإعلان حظر التجول على قرى (سخنين، وعرابة، ودير حنا، وطرعان، وطمرة، وكابول) من الساعة الخامسة مساء يوم 29 مارس 1976 لمصادرة أراضى عدد من الأهالى الفلسطينيين ومنع الفلاحين من الدخول إليها، ونتيجة لذلك دعا عدد من القادة الفلسطينيين العرب داخل أراضى 1948 إلى الإضراب والاحتجاج ضد مصادرة الأراضى.
وفى هذا اليوم 30 مارس 1976 سقط عدد من الشهداء والشهيدات تتراوح أعمارهم بين15 إلى 27 عاما وهم خديجة قاسم شواهنة، ورجا حسين أبو ريا، وخضر عيد محمود خلايلة من قرية سخنين، وخير أحمد ياسين من قرية عرابة، والطفل محسن حسن طه (15 عاما) من كفر حنا، ورأفت على زهيرى من مخيم نور شمس الطيبة.
وتمتد الجرائم الصهيونية وعلى مدى أكثر من مائة عام منذ وعد بلفور 1917 وحتى الان وتستمر فى التطهير العرقى داخل فلسطين المحتلة من أجل قيام “الدولة اليهودية” وتعمل على مصادرة أملاك ومنازل الفلسطينيين فى القدس وحى سلوان والشيخ جراح، وتقوم بتهجيرهم من منازلهم والاعتداء عليهم منذ مايقرب من عام، كما واصلت اعتداءتها فى شهر مايو الماضى على قطاع غزة وهدمت مئات من المنازل وقتلت وأصابت الآلاف من الفلسطينيين.
إن ماترتكبه حكومة الكيان الصهيونى من جرائم تهجير قسرى تشهد على ماجاء فى تقرير منظمة العفو الدولية فى 1 فبراير 2022 باعتبارالكيان الصهيونى المحتل لفلسطين العربية كيانا عنصريا (أبارتهايد) نتيجة استخدامه نظام الفصل العنصرى بحق الفلسطينيين فى انتهاك صارخ لحقوق الإنسان، مطالبة بوضع حد للممارسات الوحشية المتمثلة فى هدم المنازل وعمليات الإخلاء القسرى، وارتكاب جرائم القتل والتدمير والاعتداء على الشعب الفلسطينى وحرق الأراضى المزروعة، ومصادرة الأراضى والممتلكات الفلسطينية على نطاق واسع،فى الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، بالإضافة إلى القيود الصارمة على الحركة وحرمان الفلسطينيين من حقوق الجنسية والمواطنة.
ولقد جاء فى تقرير منظمة العفو الدولية أنه “فى نهاية عام 2020 كان هناك 272 مستوطنة وبؤرة استيطانية فى الضفة الغربية (باستثناء القدس الشرقية) يعيش فيها 442 ألف مستوطن يهودى وحتى يوليو 2021، تم إضافة 225 ألف مستوطن يهودى يعيشون فى القدس الشرقية التى كانت فى ذلك الوقت موطن 359 ألف فلسطينى”، كما جاء فى إحدى فقرات التقرير " تسببت هجمات عسكرية اسرائيلية على قطاع غزة فى الثلاث عشرة سنة الأخيرة (2007 – 2020) فى دمار هائل للبنية التحتية، ومقتل الفين وسبعمائة مواطن ومواطنة فلسطينية وإصابة ونزوح الآلاف.
وانتهى تقرير مننظمة العفو الدولية إلى أن هذه الممارسات انتهاكات مكونات نظام عنصرى تمييزى يرقى إلى جريمة ضد الإنسانية بموجب القانون الدولى، وطالبت منظمة العفو الدولية بالتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق فى هذه الجرائم المخالفة لمواثيق جنيف الدولية الأربعة لعام 1949 بشأن الاحتلال.
إننى فى ذكرى يوم الأرض أهدى جرائم الكيان الصهيونى (ضد النساء والأطفال والشيوخ وضد الأسرى فى سجون الاحتلال والذين بلغ عددهم 4650 أسير وأسيرة منهم 34 امرأة و160 طفلا) وأهديها إلى ضمير العالم الصامت والغائب وإلى الدول الكبرى التى صدعتنا بملف حقوق الإنسان وإذا بها تصمت أمام جرائم العدو الصهيونى العنصرى وترفع شعار “لا أرى لا أسمع لا أتكلم”، وأهديها إلى الأنظمة العربية التى هرولت للتطبيع مع الكيان الإحلالى الاستيطانى المجرم، وتلوثت يدها بدماء الشهداء على أرض الوطن، تلك الأنظمة التى سارعت بعقد اتفاقيات مع العدو فى كل المجالات، سياسية واقتصادية وثقافية ورياضية وفنية وبحثية وعلمية بل وعسكرية أيضا!!
تطبيق وإنفاذ مواثيق جنيف الأربعة لعام 1949 على أراضى دولة فلسطين العربية المحتلة فى الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية.
إنشاء الأمم المتحدة نظام خاص للحماية الدولية للشعب الفلسطينى فى اراضى دولة فلسطين المحتلة.
الإسراع فى تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وانهاء الانقسام الفلسطينى، وذلك لمواجهة التحديات الخطيرة الناتجة عن استمرار التصعيد الإرهابى الصهيونى ضد أبناء شعبنا الفلسطينى.
تعزيز وتفعيل المقاومة الشعبية فى مختلف المستويات، والأصعدة، لمواجهة وردع الإرهاب الممارس من قبل المستوطنين بحماية الحكومة الصهيونية وجيش الاحتلال الصهيونى.
إن الأمل فى الشعوب العربية وشعوب العالم الرافضة للجرائم العنصرية والداعية للسلام وانهاء الاحتلال والأمل فى المقاومة الفلسطينية الشاملة لتحرير فلسطين وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.
المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والمجد للمقاومة والنصر للشعوب والاحتلال إلى زوال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 11 / 2184526

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف الأعداد  متابعة نشاط الموقع العدد 11 السنة 11   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

14 من الزوار الآن

2184526 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 13


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40