الأحد 13 آذار (مارس) 2022

دلال في الشعر والأدب والفنون

الأحد 13 آذار (مارس) 2022

- دلال المغربي لا تزال تلهم خيال الشعراء السوريين
محمد خالد الخضر

يستحضر الشعراء السوريون المعاصرون في قصائدهم شخصيات مقاومة ويستعيدون بطولاتها سالكين في ذلك درب من سبقوهم من شعراء سورية الذين كانوا أول من يتفاعل مع ملاحم الدفاع عن الأوطان وصد العدوان.

والمناضلة الفلسطينية دلال المغربي التي تمر هذه الأيام الذكرى الأربعون لاستشهادها خلال عملية كمال عدوان التي نفذتها مع مجموعة من المناضلين في قلب الأرض المحتلة في الـ 11 من آذار من عام 1978 لا تزال تلهم خيال ووجدان الشعراء السوريين منذ شيوع خبر تلك العملية وحتى الآن فالشاعر الراحل سليمان العيسى وصف مشاعره الوطنية والقومية اتجاه امرأة عربية تحدت كل الصعوبات وقادت مجموعة مناضلة لترفع راية النصر داخل فلسطين المحتلة فقال..

“في قلب الأرض المحتلة..رفعوا علم التحرير كانت سيفا كانت شعلة..كانت ميلاد مصير ودلال فتاة من وطني..من حيفا شردها غاصب قالت للغزو ستسمعني..أنا صوت الزلزال الغاضب”.

أما الشاعر الرحل نزار قباني فأراد أن يسجل في مذكراته الثقافية الأدبية عبرة للرجال كي يفهموا أن الأرض يجب أن تصان ويحافظوا على كرامتها كما فعلت دلال حيث قال.. “فليفهم الرجال العرب إنهم لا يحتكرون مجد الحياة ولا مجد الموت وإن المرأة يمكن أن تعشق أنبل بكثير مما يعشقون وتموت أروع بكثير مما يموتون وحين قررت دلال المغربي أن تمارس أمومتها الحقيقية ذهبت إلى فلسطين”.

وما زال صدى بطولة المغربي حاضرا في قصائد شاعرات سوريات معاصرات فالشاعرة أحلام بناوي رأت أن الشهيدة دلال رسمت بدمائها طريقا نضاليا مشرقا أمام من يرغب بتحرير أرضه ووطنه بأسلوب ذهب إلى شعر التفعيلة على رمز ودلالة متوافقين مع الموسيقا فقالت..

“مشكاة نور ثائر كانت دلال..تستنطق التاريخ قسراً..كي يقول ولا يقال.. نطقت بصمت شفاهها كل الإجابة في سؤال..شقت لنا بدمائها وعفافها درب النضال.. هل تعلمون الآن من كانت دلال”.

أما الشاعرة خلود قدورة فاعتبرت أن ما فعلته دلال المغربي بداية لثمرة نصر قادم ولتحطيم محال أكبر من أجل الوقوف بوجوه كل الطامعين وذلك عبر اسلوب الشطرين والنغم الخليلي.. “وأرفع رايتي ما هبت شيا..و ينطفئء المحال على يديا وحين هززت عرش الظلم يوما..تساقط نصرنا رطبا جنيا ازف بثوبي المنسوج عزا..ليبقى موطني حرا أبيا دلال المغربي كتبت باسمي..على الأعداء ما يبقى عصيا”.

على حين عبرت الشاعرة نبوغ أسعد عن موقف عظيم قامت به دلال المغربي فاقت به مواقف الرجال ورفعت علم فلسطين في قلب كيان الاحتلال لتعلن إذلاله وترفع كرامة العرب عاليا عبر أسلوب الشطرين الذي جمع بين الأصالة والمعاصرة فقالت..

“شقي عباب الكون وامتشقي المحال.. هذا كلام الحق هذا ما يقال أنت التي رفعت كرامة أرضها..أنت المعاني والمغاني والجمال أعلنت دولتنا الأبية يا دلال.. قولي لنا ماذا تبقى للرجال”.

- القصيدة التي نشرتها مجلة فلسطين الثورة بعد إستشهادها :

دلال
أيُّ نجمٍ ؟ أيُّ كوكبْ ؟
ذلك النورُ المُحَجَّبْ ؟!
أيُّ وجهٍ لملاكٍ
منه للإنسان أقربْ
أيُّ إحساسٍ غريبٍ
منهُ لا يوجد أغربْ ..
يعتري الفتحاوي مِنَّا
إن رأى صورةَ دلال ؟!
هل ترى يفرحُ ؟!
أم يبكي ،
من القهر ، و يغضبْ ؟!
هل سيبقى فيه لُبٌ
و هي بالألباب تذهبْ ؟!
صورةٌ شرَّقَ فيها
جسمُها ، و الرأسُ غرَّبْ .
أينهُ المليار منها
أينهُ الصِّفرُ المُكَعَّبْ ؟!
كي يرى بنتَ بلادي
تربح البيعَ و تَكسبْ
و يرى تاريخَ شعبٍ
عبقريٍّ ، كيف يُكتبْ
***

زمنٌ أغبرُ فيهِ
كُلُّ شيءٍ باتَ يُقْلبْ
أصبحَ الأرنبُ ليثاً
فيهِ ، و الليثُ كأرنبْ
كم شربنا المُرَّ فيهِ
و أكلنا ألف “مَقْلَبْ”
و اخترعنا ألفَ حزبٍ
و اتَّبَعْنا ألفَ مَذهبْ
قِطُّنا غابَ ، فجاءت
عندنا الفئرانُ تلعبْ
أرضُنا تُسلَبُ منا
و حقولُ النفطِ تُنْهَبْ
بينما الأُمَّةُ سَكْرَى
إنْ صَحَتْ تَصْحُ لتشربْ
زمنٌ أغبرُ ، صرنا
فيه بالـ ( ج ز م ةِ ) نُضربْ
نحن للتاريخ مهدٌ
كيف منه اليومَ نُشطبْ ؟!
كيف صرنا لا نساوي
شعْرةً ،
في رأسِ دلال .؟!
***
كُنْ لها يا قبرُ مِنْ
هذا الفضاءِ الرَّحْبِ أرحبْ

و على ظهرك دَعْها
يا جناح الخلدِ ، تركبْ

يا جنانُ استقبليها

و اهتفي:

أهلاً و مَرْحَب
إعجاب

- دلال المغربي.. مثلاً

من جديد ما صِرْنا نعرف، ومن أول ما يجب أن نعرف، أن إسرائيل ما زالت تحتجز جثمان دلال المغربي بلباسها العسكري في ثلاجة موتى منذ استشهادها في مارس/ آذار ،1978 وهي الفدائية الفلسطينية التي قضت في عملية بطولية بعد تسلّلها من لبنان بحراً برفقة تسعة مقاومين، تمكّنت معهم من احتجاز حافلة إسرائيلية سارت بها نحو تل أبيب، بهدف مبادلة ركابها بأسرى لدى العدو، غير أنّ قوّة لجيش الاحتلال بقيادة وزير الحرب الحالي إيهود باراك، مدعومة بطائرات عموديّة وآليات عسكريّة، أنهت العمليّة واستشهدت دلال وبعض رفاقها.وفي مشهدٍ مخزٍ، سحب باراك جثمان الشهيدة من شعرها أمام عدسات المصوّرين. ومهم ألا ننسى أن تلك الشابة (20 عاما) في قيادتها مجموعة مقاتلة اسمها دير ياسين، لتنفيذ عمليّة شديدة الاسثنائية حملت اسم كمال عدوان (قتله باراك شخصياً)، كانت تحمل في حناياها أشواق لاجئين فلسطينيين تنتسب إليهم إلى تحرير الأرض الأسيرة، والأسرى أنفسهم في سجون الغاصبين.

يُذكّرنا النائب الفلسطيني الناشط في شؤون الأسرى عيسى قراقع بدلال المغربي، ووجوب العمل على استرجاع جثمانها الأسير وجثامين مئات الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام العسكرية السرية، ومنهم نحو 300 لشهداء سقطوا في سنوات الانتفاضة الموؤودة. ويشدّد على وجوب فتح السلطة الوطنية هذا الملف، ويقول إن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تعاقب الأموات. ولمّا كان ملف الأحياء من الأسرى ليست السلطة قادرةً على إنهائه ولا فتحه بالشكل المطلوب، فإن الأسى وحده سيكون صدى مطالبة قراقع تلك. يُقال هذا هنا، وفي البال أنه كان شديد الوطأة على نفوسنا تراجع الرئيس محمود عباس عن تكريم خمس أسيرات وثمانية أسرى بعد انتقاد عميلة الموساد السابقة وزيرة الخارجية الإسرائيلية الراهنة تسيبي ليفني ذلك، واحتجاجها في هذا الشأن لدى الولايات المتحدّة. وكان شديد البؤس أن يسكت عباس ومعاونوه عن الردّ على الوزيرة المذكورة، فلا يُذكّرون العالم بما ناله باراك مثلاً من أوسمة تكريمية على جرائم قتله فلسطينيين كثيرين في غير مطرح وفي غير مذبحة، كما غيره من أفراد العصابة الحاكمة في تل أبيب وزملائهم المنتخبين في الكنيست، عدا عن جنود وضباط جيش الاحتلال اقترفوا فظاعات تحتاج دوماً إلى حمايتها من النسيان والإهمال.

- دلال المغربي شعر: د.عمر شلايل

سلامٌ حينَ يشتغلُ الوصالُ/ وتهبطُ أرضَهَا شوقاً دلالُ

سلامٌ حينما ودَّعتِ صحباً / وحينَ البحرَ أغرقَهُ ابتهالُ

سلامٌ حينما ودَّعت أهلاً / ويطفحُ من ملامحكِ المقالُ

وكمْ جاشَتْ بنفسِكِ ذكرياتٌ/ بأرضِ مُخيمٍ حَطَّتْ رِحالُ

تَلَفَّتت العيونُ بناظريها/ إلى وطنٍ ويغصبه احتلالُ

فَهبَّتْ ثورةٌ في كلِّ نفسٍ /و أَشعَلَ في جوانِبِها النضالُ

فقومي يا دلالُ وطاوعيهِ /فإنَّ الشوق لبَّاهُ النِّزالُ

بعمرِ الوردِ قد هَبَّتْ تُلاقي/صهاينة هنا صالوا وجالوا

إلى حيفا تُؤذِّنُ بالحجيجِ /فيحضنها بلهفتهِ الشَّمالُ

كأَنَّ رهانها الوطن المفدى/ يُؤذِّنُ في شواطِئهِ بلالُ

أميرتنا كسيفٍ مشرئبٍ / له عزمٌ يُرصِّعُهُ الجلالُ

تقودُ رجالَها والخطبُ بادٍ /وما أَضنى عزيمَتها سِجالُ

وتَضْرِبُ حينَ تَضْرِبُ لا تبالي/وليسَ لمثلها أبداً مثالُ

تقاتل في العدو كأنَّ جيشاً /ينادي شَوقَه مجداً قتالُ

وتزأرُ في العدو إذا استدارتْ /كأنَّ أمامهم وَقَفَتْ جِبالُ

تغيبُ رفاتُها عنا طويلاً /فيدمينا بعودتها السؤالُ

وحين العرش صندوقاً مغطى /وتسكنهُ الأميرةُ والجمالُ

تُذَّكِرُنا بأيامٍ توالتْ /على جرحٍ يؤجِّجُهُ اشتعالُ

تُذَّكِرُنا دلالُ بما صَبَرْنا/وَكمْ ذَبَحَت ْخواطِرَنا نِصَالُ

وكم سَدَّتْ لنا عربٌ طريقاً /كأَنَّ الخطوَ في أرضي مُحَالُ

فسبحانَ الذي أعطاكِ عَزْماً / وقلَّ بمثلهِ تأتي الرجالُ

وذكرك خالدٌ أبداً ويبقى / على مرِّ الزمانِ لنا يُقالُ

ذكرتك كلما صَهَلتْ جراحيْ/وحين لجرحنا يمضي هلالُ

- أجمل البنات دلال المغربي - هلا صالح
أجمل البنات اللواتي حملتهن لبنان على ثراها هي (دلال المغربي)، فقد ولدت من أم لبنانية، وأب فلسطيني..🔹 تحت الصفيح في مخيم (صبرا) أطراف بيروت، ودلال لمن لا يعرفها..هي أحلى بنات العرب، وقد قيل عنها إنها كانت حين تضع الكحل على العينين..كأنها تزين صباح بيروت، في العين اليمنى..وتداوي يافا باليسرى…لم تسكن العيون وجهها كما النساء، بل استبدلتها بالمدن التي تنام على الفداء وتصحو على الحب🔹حين تخفى (ايهود باراك) بزي امرأة فلسطينية، واغتال قادة منظمة التحرير في بيروت، قال (أبو جهاد) خليل الوزير: نحن الفلسطينيون لا نتخفى بزي النساء، وسنرد عليكم بإرسال امرأة، وتم إرسال دلال المغربي إلى فلسطين حيث قادت عملية (الساحل) أو (كمال عدوان)..وقتلت (38) اسرائيليا أغلبهم من الجنود..وحين نفدت الذخيرة، نشرت الصحف في العالم كله، أهم صورة عرفتها البشرية، وهي لـ (إيهود باراك)..يمسك دلال من شعرها، ويسدد طلقته الحاقدة على رأسها ويجهز عليها🔹دلال اخترقت العمق الإسرائيلي، وكانت في العشرين من عمرها..ودلال من دم لبناني فلسطيني، ومن عشق بيروتي يافاوي.. وفي المخيم عملت ممرضة، وبجانب شجيرات الأرز قاتلت لأجل وطن وقضية🔹من خرجوا في بيروت أمس وأول أمس، هم أحفاد من استضافوا الثورة الفلسطينية..ومن أرسلوا دلال، إلى الأرض التي كتبت عليها بالدم تاريخها الخالد…من خرجوا في بيروت أمس، هم أحفاد..من قالوا للبحر: كن حنونا على دلال وخذها يا موج إلى وطن طالما تمنت أن تستشهد على أرضه، هم أحفاد… من علموها الحب، والصبر والنار وعلموها..أن الوطن دونه الروح🔹في لبنان يوجد جميلات بعدد شجيرات الأرز، ويوجد فاتنات بعدد ذرات رمل بحر بيروت..لكن هذا الشعب، قد تغتال فيه كحل العيون وأحمر الشفاه والدمع في المحاجر، قد تغتال فيه (دلع الصبايا)…ولهفة الحب، والاشتياق…لكنك لن تقوى على أن تشطب الدم اللبناني في جسد دلال، ولا تستطيع أن تلغي من التاريخ حقيقة ناصعة وهي: أن أرض بيروت..جعلت الورد يقاتل والياسمين يقاتل، وجعلت من دلال..رمشا عربيا يهزم كل جنرالات الحرب🔹في صفقة التبادل التي أجراها لبنان وحزب الله، مع إسرائيل قبل أعوام..كان مقررا أن يغادر جسد دلال، كيف يدفن في الأرض التي أحبتها، وقلت في داخلي سأزور بيروت..وسأقف على مقامها العظيم..وأحني رأسي، لكن اليهود يخافون من دلال حتى وهي شهيدة، لهذا أرسلوا رفاتا اخر..ولم يتطابق فحص الـ (دي أن ايه)🔹من قال أني لا أحب النساء؟ أنا أعشقهن وأذوب في عيونهن..ولكني حين أشاهد بيروت وهي تموج بالغضب والعروبة..والبطولة، أرى وجه دلال في كل أنثى وكل وردة..في كل لمحة شوق، أو لهفة انتظار🔹لو أن أبطال (الفيس بوك) قرأوا تاريخ دلال المغربي فقط، لخجلوا من ذاتهم..وعرفوا من هي بيروت



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 172 / 2184540

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف الأعداد  متابعة نشاط الموقع العدد 9 السنة 11   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

7 من الزوار الآن

2184540 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 7


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40