الأحد 20 شباط (فبراير) 2022

شبيلات في مهمة «استفزازية» أم «انتحارية»؟

الأحد 20 شباط (فبراير) 2022

- شبيلات في مهمة «استفزازية» أم «انتحارية»؟ اعتقالات الأردن «رسالة بتوقيت» والعنوان «إن عدتم عدنا»

بالنسبة للعقل الأمني في مديرية الأمن العام الأردنية الاعتقالات الأخيرة التي جرت وطالت نحو عشرة من نشطاء الحراك الشعبي و«مناضليه» في الشبكة الإلكترونية على حد وصفهم لأنفسهم، قد يكون له ما يبرره في ضوء الحديث عن إنحرافات جنائية وقانونية بالتعبير والإحتجاج والمعارضة، وطلبات قضائية تم تنفيذها من قبل جهة الإختصاص أكثر من وجود طابع سياسي لتلك التوقيفات التي أثارت الجدل مجددا.

سقف التعبير والتجريح أحيانا والإساءة خارج سياق القانون خصوصا باتجاه القيادات العليا ارتفع على نحو ملموس بعد عودة المعارض الذي أثار الحيرة والغموض ليث شبيلات.
بمعنى أو بآخر أوضح مصدر أمني في تصريح منقول عدم وجود أي خلفية سياسية للاعتقالات التي جرت مؤخرا في الأردن.
وهذا يعني الإصرار من جهة المؤسسة الأمنية على ان المسألة لا علاقة لها بحريات التعبير ولا علاقة لها بأي سقف أو ملف سياسي. وقد كان ذلك واضحا تماما من صيغة التوضيح الذي أدلى به ونشر في عمان على نطاق واسع، مصدر أمني شرح بان التوقيفات التي تخللتها مداهمات لا تتعلق بأي نشاط سياسي من أي نوع بل بمطلوبين للسلطات القضائية على ذمة بعض القضايا ومن بينها قضايا مرتبطة بجرائم إلكترونية.
طبعا الشارع ومنصات التواصل التي ترفع شعار الاعتراض والمعارضة والإحتجاج لا يشتريان هذه الرواية في مسار الأحداث، ويتحدثان عن اعتقالات ومداهمات بخلفية سياسية انتقدها حزب جبهة العمل الإسلامي المعارض والعديد من الأوساط الحقوقية وحتى النقابية بما في ذلك نقيب المهندسين أحمد سمارة الزعبي.
والمسألة في ملف تلك الاعتقالات والتوقيفات أعقد بكثير من ما تبدو.
وعلى الأرجح تلك الوجبة من اعتقالات بعض النشطاء الذين رفعوا السقف وأطالوا اللسان بطريقة من الصعب ان تنكرها أو تتجاهلها الدولة والمؤسسات الأمنية نتجت عن حالة احتقان أعقبت إعلان المعارض شبيلات في عمان عن برنامجه المتعلق ببند واحد هو استعادة أموال الدولة، حيث ألفاظ وشتائم وعبارات قاسية وخشنة يؤسس فيها شبيلات لحالة استفزاز مقصودة خصوصا وانه أعلن أيضا ان «الموت طاب» وانه جاهز للاعتقال أو حتى للموت.
وبالتالي كأن المعارض العريق بمهمة «انتحارية» وهو تعبير استعمله أقرب المقربين منه الناشط النقابي الإسلامي ميسرة ملص.
ورأى كثيرون أن الخط الانتحاري هنا لا يليق بشبيلات إلا انه طلب من السلطات في حال اعتقاله رغم تجاوزه الثمانين عاما تجهيز غرفة سجن صالحة لوضعه الصحي وفيها أجهزة كهربائية لأنه ينام على جهاز تنفس ووضعه الصحي صعب.
بمعنى شبيلات هنا يستفز السلطات لا بل يتحداها مع ان أحدا من الأجهزة والمؤسسات الأمنية لم يتعرض له حتى بعد ظهر الخميس الماضي حيث لا استدعاء ولا اعتقال ولا إجراء لأكثر من أسبوع.
بالمقابل تلك الاعتقالات تريد ان تقول ضمنا وبشكل عميق لبقية النشطاء والمعارضين في الداخل بأن التغاضي عن ما يقوله شبيلات لأي سبب لا يعني التغاضي عن رفع السقف بنفس الطريقة عند الآخرين.
وبالتالي تؤمن المؤسسة الأمنية بان لديها من المعطيات والمعلومات والبيانات والإفادات ما يكفي لتنفيذ اعتقالات عند محاولة أي من الأشخاص أو نشطاء الحراك الشعبي رفع السقف واختطاف الميكرفون والتأسيس لحالة اعتداء على الدولة والنظام وعلى القيادة أيضا وبدون مبررات. وبمعنى أيضا ان المسكوت عنه في قصة شبيلات لأسباب يعرفها أو يقدرها الجميع قد لا يعني السكوت بنفس الطريقة على الآخرين.
من هنا فيما يبدو نفذت تلك الاعتقالات التي أثارت الوسط الحقوقي قبل التوضيح الأمني الذي نفى تماما وجود خلفية سياسية وعلى أساس ان حريات التعبير لا تؤدي إلى ردة فعل أمنية باعتقال أو محاكمة.
عموما لتلك الاعتقالات والتوقيفات أيضا آثار، فهي تدلل على حصول بعض التجاذب إلى حد ما والخلافات حتى داخل بعض المؤسسات البيروقراطية والتنفيذية بالمدلول الأمني خلافا لأنها تأتي في وقت حرج وخوفا من استغلال نشطاء الحراك الشعبي للحالة التي أسس لها المعارض شبيلات.
في الوقت نفسه النشاط الحقوقي ارتفع تماما للتنديد بتلك الاعتقالات وان كانت السلطات الأمنية تريد ان توجه رسالتها فقط في إطار حكم القانون إلا ان المداهمات وشكل عملية الاعتقال وما نتج عنهما يؤشر مرة جديدة على جاهزية منصات التواصل الحراكية لإلتقاط الإشارات والتفاعل معها.
أحد المواطنين بعد اعتقال إبنه رفع علم الأمم المتحدة وآخرون أصدروا بيانات يحتمون فيها بالقبيلة والمحاولة بدت واضحة وان كانت بائسة لربط اعتقالات بأبناء العشائر واستهدافها، إلا ان المسألة في واقعها قانونية وجنائية ولها أساس من حيث التصرف واتخاذ المبادرة في الميدان حتى وإن كانت الخلفية السياسية اليتيمة هي تلك الرسالة الضمنية التي تقول فيها جهات الاختصاص لمن يرفع السقف «إن عدتم عدنا».

- “شاورما” أردنية- سياسية: الروابدة “يهاجم” وشبيلات “يغيب” والإخوان يقاطعون “مهازل الانتخابات”

صعب جدا معرفة الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء الأردني الأسبق عبد الرؤوف الروابدة، لشنّ هجمة حادة ومنسقة على برنامج تحديث المنظومة السياسية في وقت متأخر جدا، بينما ينشغل مجلس النواب بقانونين جديدين للأحزاب والانتخابات، وتقترب لحظة المصادقة على مجلس الأمن القومي الجديد والذي سبق أن انتقده الروابدة، معتبرا أنه سلطة دستورية جديدة وبديلة عن الحكومة.

سجّل الروابدة مساء السبت وفي مداخلة ساخنة وحادة هدف السبق من بين أبناء الجيل القديم من السياسيين، عندما هاجم بضراوة في ندوة مغلقة ما وصفه بـ”ملهاة الإصلاح السياسي” مثيرا عاصفة من الجدل وهو ينتقد من نقلوا السلاح إلى الكتف الآخر والذين أصبحوا اليوم صناع القرار، معترضا وبعبارة خشنة على التعديلات الدستورية التي تقررت، وقال في وقت متأخر، إنها بمثابة انقلاب على العقد الاجتماعي الذي نتج عنه دستور عام 1952، وعلى أساس أن هذه التعديلات لشرعنتها تحتاج إلى “استفتاء شعبي”.

قال الروابدة شيئا عن حكم جديد في الأردن، وعن نظام “نيابي ملكي” بموجب الدستور يتحول إلى ما يشبه الأنظمة الرئاسية، وقالها بوضوح خشن أيضا ومباشرة: “ما يحصل عبارة عن فك ارتباط إداري وقانوني مع المئوية الأولى للدولة الأردنية”.

طبعا وفي نفس المداخلة، هاجم الروابدة مجمل عملية تحديث المنظومة السياسية، وتوقّع أن يُتهم مسبقا بأنه يعارض لأن المناصب تجاوزته، نافيا ذلك.

بكل حال، تعليقات الروابدة الحادة قد تكون آخر محطة في سياق الجدل الأردني العام المثير على أكثر من صعيد، وسط استمرار مسيرة برنامج تحديث المنظومة السياسية.

لكنها ليست المحطة الوحيدة، فقوائم البيضاء والمستقلين في نقابة المهندسين والمحسوبة على الحركة الإسلامية، أعلنت تماما مقاطعة بقية مراحل انتخابات نقابة المهندسين بعدما اتهمت انتخابات فروع المحافظات التي جرت الجمعة الماضية بالتدخلات الخارجية، وباستهداف قوائم التيار الإسلامي لصالح قوائم تجمع “نمو” المهني التي سيطرت تماما بموجب إعلانات موازية نشرتها على مكاتب فروع النقابة في المحافظات الأردنية، تمهيدا لانتخابات النقيب ومجلس النقابة في أيار المقبل، وهي التي يقصد الإسلاميون مقاطعتها الآن.

الموقف على صعيد النقابات المهنية أدى مجددا إلى تفجير الخلاف مع الإسلاميين. والناشط النقابي الإسلامي البارز ميسرة ملص والذي كان مرشحا محتملا لمنصب نقيب المهندسين، أيّد علنا عدم المشاركة بما وصفه “مهازل الانتخابات“.

قبل ذلك، اختلطت الأوراق على أكثر من صعيد، عندما قرر حزب جبهة العمل الإسلامي تعليق المشاركة في انتخابات البلديات التي يفصل الأردنيين عنها أقل من شهر، فيما غاب ولليوم السادس على التوالي عن الأجواء والمناخ ولأسباب غير مفهومة بعد، المعارض البارز ليث شبيلات، بعدما وعد الشعب باسترجاع أمواله المنهوبة كما وصفها خلال أسبوع واحد فقط إذا ما تم تفويضه.

في الأثناء، تواصلت التعليقات الحادة وأحيانا الساخرة التي تظهرها النخب السياسية والحزبية الأردنية في انعكاس لواقع الأمر، وبرز هنا تعليق للناشط الحزبي خلدون الناصر أثار جدلا، عندما قارن بين الأردن وساندويشة الشاورما، قائلا: “الأردن مثل الشاورما.. وجهه للنار وظهره للسكين”.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 7 / 2184573

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف الأعداد  متابعة نشاط الموقع العدد 6 السنة 11   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

9 من الزوار الآن

2184573 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 9


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40