للمرّة الأولى.. ضابط احتلالٍ يتبوأ منصبًا رسميًا في دولة عربية

 زهير أندراوس

للمرّة الأولى منذ تأسيس كيان الاحتلال الإسرائيليّ وزرعه على أرض فلسطين في العام 1948، تمّ تعيين ضابط في جيش الاحتلال يخدم في سلاح البحرية في منصبٍ رسميٍّ في دولةٍ عربيّةٍ.
وفي هذا السياق، كشفت القناة الـ13 في التلفزيون العبريّ، كشفت النقاب، نقلاً عن مصادر أمنيّةٍ واسعة الاطلاع في تل أبيب عن أنّ الضابط سيتوجه إلى مملكة البحرين في غضون الأسابيع القادمة، وسيشغل منصب “ضابط ارتباط للأسطول الخامس الأمريكيّ”، على حدّ تعبيرها.
وتابع التلفزيون العبريّ، نقلاً عن ذات المصادر، أنّ الاتفاق على هذه الخطوة تمّ خلال زيارة وزير الحرب بيني غانتس إلى البحرين الأسبوع الماضي، لافتةً في الوقت عينه إلى أنّه بهذه الخطوة يصبح هذا الضابط أول ضابطٍ إسرائيليٍّ يتّم تعيينه بشكلٍ ثابتٍ في دولةٍ عربيّةٍ، كما أكّدت.
وأفادت القناة أنَّ متحدثًا باسم جيش الاحتلال قال إنّ “الجيش يدرس باستمرار فرص تعميق التعاون العسكريّ مع دول المنطقة، وفي الوقت الحالي لم يتم الاتفاق على وضع ضابط في الجيش الإسرائيلي في دولة أخرى، كما قال.
يُشار إلى أنَّ وزير الأمن الإسرائيليّ غانتس وصل إلى مطار العاصمة البحرينية المنامة قبل أسبوع تقريبًا، في أوّل زيارةٍ رسميّةٍ لوزير أمنٍ إسرائيليٍّ إلى مملكة البحرين، وبهذه الزيارة الرسمية تكون أوّل طائرةٍ تابعةٍ للقوات الجوية الإسرائيليّة تهبط في البحرين.
وكان السفير الإسرائيليّ السابِق لدى البحرين، إيتاي تغنر، والذي سبق أنْ ترأس البعثة الدبلوماسيّة الإسرائيليّة السريّة في المنامة، كان قد قال العام الماضي في حديثٍ لموقع “أكسيوس” الأمريكيّ: “فتح الإيرانيون جبهةً ضدّنا في سوريّة ولبنان، لكن الآن عندما يلقون نظرتهم عبر الخليج يرون حلفاء لنا على مقربة مباشرة منهم”.
وأكّد الدبلوماسيّ أيضًا أنّ إسرائيل والبحرين منذ إبرام “اتفاقات أبراهام” في أيلول (سبتمبر) من العام 2020 ركزتا في علاقاتهما غالبًا على التعاون الاقتصادي، غير أنّ البحرينيين “أكّدوا بوضوح أنهم لن يتهربون من التنسيق بشأن إيران”، على حدّ قوله.
وتابع: “عندما يدور الحديث عن إيران، فإنّ البحرينيين يعلمون ما يتحدثون عنه، وتقع إيران على بعد 90 ميلاً فقط عنهم، وهناك طائرات مسيّرة إيرانيّة تُحلِّق فوق رؤوسهم في طريقها إلى مهاجمة السعودية”، على حدّ زعمه.
بالإضافة إلى ما ذُكِر أعلاه، ذكر تغنر أنّ العلاقات مع إسرائيل تمثل جزءًا من إستراتيجية البحرين الأمنية فيما يخص مواجهة الخطر الناجم عن طهران، مبديًا قناعته بأنّ “شراكات إسرائيل المتوسّعة في المنطقة تحرم الإيرانيين من النوم ليلاً”.
وأشار الدبلوماسي إلى أنّ نائب وزير الخارجية البحريني، عبد الله بن أحمد آل خليفة، الذي سبق أنْ زار إسرائيل في قال له إنّ المنامة طرحت “إستراتيجيّةً شاملةً للسلام الدافئ مع إسرائيل، تخص مختلف نواحي العلاقات بين الدولتين”، طبقًا لأقواله.
وفي هذا الإطار قال الجنرال المُتقاعد في الجيش اللبنانيّ في مقالٍ نشره على شبكة (الميادين نت) قال إنّه قد يكون للبحرية الإسرائيليّة نقطة ارتكاز رئيسيّة في الخليج، وعلى بعد أقلّ من 200 كلم من سواحل إيران الغربية، انطلاقاً من البحرين، وبمعنى آخر، أنْ تُستبدل بوحدات الأسطول الخامس المرابطة على سواحل البحرين، من قيادة وغرفة عمليات وتنسيق ومراقبة، إضافةً إلى بقعة تجمّع وانطلاق واستراحة وصيانة وتموين لأكثر من 17 سفينة حربية وحاملة طائرات لـ70 قاذفة وغواصة وعدة مدمرات مختلفة المهام، قطعٌ محددة من البحرية الإسرائيليّة لا يمكن أن تتجاوز الـ10، بين غواصات متوسطة القدرات أو مدمرات أو سفن قتال ودعم بحري.
وشدّدّ أبي نادر على أنّه “في الحقيقة، هناك الكثير من المعطيات والوقائع التي قد تتيح لهذا الأمر أنْ يكون ضمن المخططات التي تعمل عليها إسرائيل بدفع ورعاية ودعم أمريكيٍّ، لو تمّت متابعتها بشكلٍ مفصّلٍ ودراسة حيثياتها، على حدّ قوله.