السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019

البلفوريون .....

السبت 2 تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 par رئيس التحرير

كان الإمام الحجّة علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه يردّد: لا تستوحشنَّ طريق الحقِّ لقلة سالكيه، والحقٌّ الذي عليه ما أسموها بقضيّة فلسطين تخفّفاً من ثقلها حتى في التسمية هو هذه الأيام نادر، اليوم بعد قرن كاملٍ من ما عرف بوعد المجرم «بلفور» صار لا بدَّ من مراجعة هذا الطريق الذي سلكه الناس، وأولى الناس بالمراجعة شعب فلسطين وأهلها الذين شُرِّدوا في آفاق الأرض، ليُستجلب غيرهم من شذّاذ الآفاق وينتزعوا حقوقهم ويقيموا في ديارهم، ويسطوا على ملك آبائهم وأجدادهم في كلِّ شيء، فهوؤلاء لم يوفّروا أرضا ولا مقدساً ولا شجراً ولا حجراً، بل وحتى سطوا على الغناء والتراث والغذاء والأسماء والمواقيت، هذا كلّه أصبح معلوما وملموساً على مدار الساعة، فما هو الحق في فلسطين؟

الحقّ في فلسطين هو الذي دارت عليه ثورة شعب فلسطين الأولى التي انطلقت دون فذلكات في الحقّ وطريقه، والتي قامت على واجب طرد الغزاة الغرباء، وعلى إعادة الحال إلأى ما كان عليه قبل أن يشفق الفلسطينيون على هائمي الوجوه من هول ما افتعله الأوروبيون والشرقيون على حد سواء بحقّ الأمم والشعوب المسلوبة الحقوق في حربين عالميين شحنهما الجشع والكذب والظلم، وما كانت مسيرة وانتفاضة الشعب الفلسطيني منذ ثورة البراق مرورا بالاضراب الوطني الكبير عام 36 وثورة الجبل التي قادها المؤمنون بربهم وبحقوقهم، إلا على هذا الطريق وما استشهد الأجداد إلا وهم يردّدون : كل التراب الفلسطيني.

أما الذين أرادوا استكمال الطريق بعدهم من الأبناء، فما كانوا يستطيعون إلا أن يكملوا ترداد نشيدهم الاستشهادي الذي قضى عليه الآباء والأجداد، وما كانوا يقدرون إلا على حمل مفاتيح الدور والبيوت والنداء بحيَّ على الجهاد والثورة، أما الانحراف فبدأ منذ اليوم الذي ظهروا فيه على شعب فلسطين بالفتاوى التي قالوا عنها ضرورة النفاذ إلى المأمول والهدف بالتحرير، فالتبست عليهم الطرق وقاموا يسقطون فيها فرضا فرضا، حتى وصلوا إلى خطيئة الخطايا باعترافهم بحق لمغتصب أرضهم في تسعة أعشار وطن الآباء والأجداد، بل وأكملوا يساومون على ما تبقّى منه أيضا بفتاوى جديدة كلّما ظهر لهم واقع سقوط هممهم عن العودة إلى طريق الحق.

«أنبياء» ثورة فلسطين التي انطلقت عام 65 ماتوا جميعا وذهبوا إلى ربّهم بفتاويهم التي قادت إلى الضياع، واليوم صار لا بدّ من فيصل وفاصل، فمن ارتضى أن يساوم على وطنه وحق آبائه وأجداده بأي فتوى كانت، هو خارج طريق الحق وطريق النجاة، وهو أحد أركان« بلفور» وإن ادّعى غير هذا، وأن «البلفوريين» الذين لا زالوا ينتظرون من عدو واضح النوايا في كلّ شيء بدءا من الأرض والمقدسات وانتهاءا بالتراث والموروث والتاريخ والرواية، لا يؤتمنون بعد اليوم على طريق ولا على أمل مهما قالوا وأكثروا الكلام والفتاوى التي لا قيمة لها عندما أودت بمسيرة شعب عظيم إلى الهاوية، اليوم يجب الفصل بين البلفوريين في فلسطين وحولها وبين المتمسكين بطريق الحق الذي هو قائم على النقيض المطلق لكل ما انفصل عن استعادة كامل التراب الوطني وكامل حقوق شعب فلسطين....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 141 / 2183507

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

28 من الزوار الآن

2183507 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 28


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40