ظهر الأقصى مكشوف

خلاصة الأحداث التي شهدها المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام السابقة أن ظهر الأقصى بات مكشوفاً تماما لمخططات العدو الصهيوني، ليس فقط التقسيمات المكانية والزمانية التي نفّذها فعلا العدو من خلال شرطته ، والتي قامت بالفعل بتحديد الحضور وتحديد الزمان وتحديد المكان في مسار الاقتحامات التي باتت زيارات مجدولة ومتغيّرة بحسب رغبة الحركات الصهيونية المتطرفة ،وكذلك في محيط مصلّى باب الرحمة تحديدا، بل إن الأقصى بات اليوم عرضة لأي مخطط إجرامي أكبر قد تقرّره هذه العصابات في أي وقت.

جملة الاعتراضات المسجّلة سواء من الحكومات العربية واهية أو منتفية باستثناء احتجاجات الحكومة الأردنية على إقصاء موظفي الأوقاف عن مسار اقتحامات العصابات الصهيونية وهو آخر مستجد أضافته شرطة الكيان بعد أن نجحت في تنفيذ اعتقالات الموظفين وتنفيذ الإبعادات بحقهم عن وظائفهم بالأيام والأسابيع، والتعرّض لكثير منهم بالضرب والتنكيل والعمل على شلّ حركة اعتراضاتهم وجعلها في نطاق المعدوم، بل والدخول إلى مصلّى باب الرحمة بالأحذية والكلاب البوليسية وإخراج ما فيه من أدراج وحافظات مصاحف وغيرها من الأدوات إلى خارجه بين فينة وأخرى.

الفصائل والقوى والفلسطينية مثل السلطة الفلسطينية بفرعها الضفاوي المنسق مع مخابرات العدو والخادم لكل برامج زيارات الفرق الفنية والرياضية والتجارية العربية للأقصى، وفرعها الغزاوي المعترض شكليا على ذلك بطريقة أشبه ما تكون بالشكلانيات الكيدية السياسية أكثر منها بالقناعات المبدأية العقدية أو حتى الوطنية السياسية، اكتفت بالمشاهدة وأحيانا بدفن الرأس في رمال التعليقات اليومية فارغة التأثير والتي قرأها العدو جيدا وأمعن في استغلال ذلك إلى أقصى حد ممكن فهي فرصة لا تعوّض بالنسبة إليه، وبقيت الردود الحقيقية على أرض الواقع بيد المقدسيين الذين نكّلت بعدد منهم قوات العدو بالاعتقال والابعاد قبل موعد الأعياد الصهيونية بوقت كاف.

مثير أن لا تكون حتى جمع مسيرات العودة قد حملت ولو نوعا من ذرّ الرماد بالعيون اسماً يوحي بالتهديد للعدو في مسألة تدنيس الأقصى، أو لو كان بيان واحد صدر عن غرفة العمليات المشتركة التي كان يمكن أن تصدر عشرة بيانات لو سعت« اسرائيل» لاغلاق مبنى جمعية لاحد هذه الفصائل بالضفة المحتلة أو سعت لاستهداف أحد قادتها هنا أو هناك، لكنها لم تفعل وكذلك بقيت شاشات فضائياتها ملمةً بكل الاحداث التي مرت خلال الاسبوع الماضي الخطير من اول نسبة حسومات الرواتب إلى التقاعدات إلى الدواجن والعجول إلى كل شيء آخر تافه ويومي باستثناء ظهر الأقصى الذي بات مكشوفا تماما، وفقط الدعاء الذي ترفعه مرابطات الاقصى هو الذي ربما قد يؤجّل مصيبة كبيرة قد تكون العنوان الرئيس في أي لحظة.