السبت 3 آب (أغسطس) 2019

يشكّل لجنة ليوقف العمل باتفاق واقف.....!؟

السبت 3 آب (أغسطس) 2019 par رئيس التحرير

أعلن رئيس السلطة الفلسطينية بعد مشهد البلدوزرات« الإسرائيلية» وهي تسوي بالأرض عشرات الأبنية الفلسطينية المتواجدة بحي وادي الحمص في منطقة القدس والتي اصطلح عليها اتفاق أوسلو الذي هندسه المذكور بمنطقة«أ» أي تتبع الاشراف المباشر لسلطته ، أعلن وقف تنفيذ الاتفاقات مع الحكومة« الاسرائلية» وذلك استجابة لما قال أنه قرار المجلس المركزي والذي توالى تكراره منذ العام 2015 دون احترام ولا التفات له قبل ذلك، وأجاب في ذات الإعلان عن سؤال كيف سيتم ذلك الوقف فيما لو خطر ببال مواطن فلسطيني أن يسأل علما أنه أي الإعلان مرّ على مسمع المحبين والكارهين وكأن لم يكن، حيث قال المذكور أنه سيشكّل لجنة لتبحث كيف سيتم هذا الوقف وطبعا متى!

محمود عباس ليس فقط سياسيا فلسطينيا فاشلا ومحدود القدرات والرؤى بامتياز، بل هو أيضا مراوغ وكذوب إلى أقصى المستويات التي تسمح بالتصوّر في هذا الجانب المثبت عليه خلال فترة تصيُّده لكرسي رئاسة سلطة «أوسلو» واستقتاله على كرسي رئاسة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي هي الغائب الشاهد في كل مشهدية تدهور كافة مستويات التعاطي مع الوضع الفلسطيني والقضايا الفلسطينية، إذ لم يعد هناك من قضية واحدة بعد أن تكفّل تيّار التفريط والفساد والترهّل من الإسهام بفاعلية في تبديد منجزات مسيرة شعب قدّم عدة أجيال من التضحيات على مذبح مسيرته نحو الحرية والعودة والكرامة الوطنية والإنسانية والتي لا زال ينتظرها بكل قلق.

لن نسأل هل يعتقد عباس نفسه حاويا ماهرا ليظن أنه يستطيع بهذه الكلمات ليس أن يقنع الفلسطيني الذي تعوّد على مسلسل دجله بأنه هذه المرة جاد فيما يقول وأن هذه اللعبة (الجيم) كما يصطلحون عليها هناك في دوائر مقاطعته لن تكون كسابقاتها، بل سنسأل هل هو استطاع مثلا أن يغطي على الحقيقة الوحيدة المثبتة والتي قد يردّدها أحد من جماعته سهوا أو عن غير قصد وقوامها أن «اسرائيل» وحكوماتها لا تلحظ أصلا هذه الاتفاقات وقد انتهت من فصلها وحكايتها ولعبتها منذ زمن بعيد وبالقطع قبل مشهد وادي الحمص الأخير وإن لم يكن قبل قرارات المجلس المركزي اياها التي قال أنه يريد أن يسمعها أخيرا عباس بوقفه الذي سيشكّل له لجنة ليبحثه، وكل ما يهمها من سلطة عباس خيانتها وتنسيقها المخابراتي وردعها للمقاومة وحملها هم مصاريف سكان «يهودا والسامرة» ونقطة.

طبعا ردّت بعض الأطراف الصهيونية بطريقة أو بأخرى على كلام عباس الأخير وأكّدت أن عباس لن يوقف جوهر ما تهتم به هذه الأطراف وخاصة الأطراف الأمنية في كيان« اسرائيل» حيث التنسيق المخابراتي معها، وأضافت أنه أعقل من أن يتوقف عن تقديم هذه الخدمات« لإسرائيل» عبر عشرات التسميات من أجهزته والتي تضم عشرات آلاف المندوبين المتوزعين عليها، وعزت ذلك إلى أنه إن توقّف فلسوف تعصف به المقاومة وبنظام سلطته وتطيح به بعيدا عن صدر الشعب الفلسطيني الذي يكتم أنفاسه بقوة« إسرائيل» وسطوة هذا التنسيق والخدمات التي يقدّمها نفسه عن إدراك طبعا لمعناها ومؤدّاها، والأهم أنه لم يمض أسبوع على شقلباته إلا وأرسل مندوبه حسين الشيخ ليلتقي نداف ارغمان رئيس شيت بيت وطبعا يؤكد له هذا المدرك غير المنسي، لكن طرفة تشكيل لجنة لتوقف تنفيذ العمل باتفاق واقف اصلا فعلا طرفة نوعيةمع ذلك...

إذن طالما عبّاس لا يستطيع والأهم لا يريد قطعا وقف هذه الخدمات الأمنية التي يقدّمها للعدو، فلماذا يطلق ذلك عبر وصلة تمثيلية رديئة اعتاد الفلسطيني مشاهدتها منه عدة مرّات؟
الجواب الوحيد المحتمل في هذه الصورة الهزلية هو أن عبّاس هذه المرة فعلا قد أحسَّ وللمرة الأولى أن حتى تنسيقه الذي يقوم به لن يكون نافعا له أمام الاستحقاق الأهم والمطلوب منه أمريكيا في مؤتمر كامب ديفيد الذي يعدّ له ترامب في ايلول حيث سيكون أمام خيارين : إما الحضور حيث لن يقبل ترامب منه أن يأخذ وصلة حرد جدّية مثلما فعل بالظاهر في ورشة البحرين، وإما عدم الحضور والمقامرة بفرضية الاستبدال التي سيعدّها له نتنياهو عبر أخصامه الكثر وعلى نار هادئة....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 10035 / 2183464

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2183464 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40