الجمعة 4 كانون الثاني (يناير) 2019

غلاّبة يا فتح

الجمعة 4 كانون الثاني (يناير) 2019 par رئيس التحرير

الفاتح من كانون يطلّ من جديد، هو نفسه الفاتح الذي حمل أنباء إطلاق الإرادة الفلسطينية بالقتال وحقّه بذلك لاستعادة أرضه ومقدساته وممتلكاته وحياته، وهو في ذات الوقت الفاتح الذي عرض لنا صورة محمود عباس الكاذب الأكبر في روايته عن دور أسنده لنفسه حول الفاتح الأصلي، وهو يلعن ربع الشعب الفلسطيني ومقاومته بقطاع غزة، ويزبد ويرغي متوعدا قطاع غزة لأنها لم تترك مجالا لجماعته من إشعال شعلة الفاتح، وتركت غريمه الولد الذي استخدم ألاعيبه مع موفاز لإسقاط عرفات بعد أن ردح له بالبلدي وهو محاصر من دبابات شارون في مقاطعته، ومرّر سم البلوتونيوم لجسد عرفات ليجلس عباس على كرسيه، ويقوم بالدور الذي نفخ فاروق القدومي يوما يحذّر منه قبل أن يعود ويمارس استراحة المراقب.

الفاتح من كانون احتفلت به «فتح» منذ العام 1966 حتى السبعينيات تحت ظلال البنادق وبين زخ الرّصاص وفي المغاور والخنادق والمعسكرات، وحق لها أن تفعل ذلك وهي تغني شعارها الجميل «غلابة يا فتح» وتفصح كيف هي ذلك لأنها اليد التي تفجّر دبابة وتفتح طريق العودة وتعيد العزة والكرامة، وما أن جاءت السبعينيات المشؤومة بقصص جنيف وأنغام المفاوضات مع المغتصب الذي انطلقت «فتح» لتزيله من أرض عام 48 التي اغتصبها، فإذا بنا ننتهي إلى صيغة الخداع المسماة النقاط العشر، وهي الصيغة التي خلعت فتح من البحث عن التحرير والعودة التي انطلقت من أجله ووعدت الجماهير بها، لتلهث خلف السلطة والدولة ولو في حدود ما اغتصبه العدو لاحقا في العام 67.

كانت« فتح» في الأرض المحتلة تعد نفسها برغم ذلك بنوع من الاصرار على التحرير وكنس العدو من غير طريق ما كانت «فتح » الخارج تمارسه، وحتى عندما خرجت قوات الثورة الفلسطينية من بيروت إلى المنافي، كانت احتفالات فتح بالانطلاقة في كل مواقع الأرض المحتلة تؤكد على القيمة التي حملتها أنشودة فتح «غلابة»، وبهذا فجّرت انتفاضة الأرض المحتلة الأولى عام 1987 بالتحشييد الذي قامت به بإصرار المقاومة وإصرار إعادة افتتاح فصل جديد للثورة الفلسطينية رغم التشتيت الذي مارسه النظام العربي المتواطيء والقوى الامبريالية عليها، وكانت« فتح» على وعدها هناك ولا تلق بالا كثيرا لما تمارسه القيادة الموغلة في البراغماتية والمغامرة التي لا تبرير لها حتى بأسباب حصار الأنظمة العميلة والمتواطئة وتجفيف مصادر التمويل لها والتضييق، وكانت تشعل النار تحت ارجل الاحتلال.

الفاتح من كانون منذ عام 2005 تشعله في رام الله مجموعة تحيط بمحمود عباس لا علاقة لها بكرامة فتح ولا بقيمتها ولا بإرثها، لها علاقة بتسمينها لمصالحها الذاتية النجسة على حساب إنجاز أبناء الغلابة الذين فجّروا باليد الدبابة، وعلى حساب أبناء الغلّابة الذين فجروا انتفاضة الأرض المحتلة عام 1987 على حد سواء، مجموعة الأقزام الذين انقسموا ليوقدوا شعلة في رام الله يهددون غزة المقاومة كمجموعة الأقزام الذين أوقدوا شعلة في غزة باسم الجاسوس الشقيق للجاسوس عباس محمد دحلان والمختلفين على السرقات والنهب والملفات الكثيرة النجسة في السجل الأسود لكليهما والذي سيأتي اليوم الذي تنفتح فيه كل الملفات ويرى الشعب الفلسطيني وأجياله لأي نذالة وصل مستوى السنوات التي مارس فيها الأنذال دورهم باجتزاز رقبة« فتح» صاحبة اليد الغلابة.....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 15570 / 2183461

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2183461 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40