إعادة نشر ...: تيار فلسطين وليس فتح وحدها....

كانت القاعدة الذهبية الأساس التي استندت إليها السرية الطلابية يوما وما لحق من الكتيبة الطلابية للبقاء داخل «فتح» بحدودها التامة هي حجة وجود الهامش النضالي الواسع طالما أن قيادة «فتح» الشرعية والتاريخية لا زالت في ميدان المواجهة والقتال مع العدو، ومن خلالها بقيت هذه الكتيبة حتى آخر لحظة وهي ترسل فرسانها إلى الأرض المحتلة للصراع الواسع مع العدو حتى وقيادة «فتح» توقع صيغة أوسلو المجرمة على أساس أن الصراع مع العدو يتكفّل برجم الخطيئة وتجسير التوبة لمن شطح بعيدا.

منذ عشرية تامة و«فتح» بلا قيادة شرعية ومثل ذلك وهي لا تقاتل العدو ولا تواجهه، بل هي تواجه المقاومة وتقوم بالتنسيق المخابراتي مع العدو وتقطع الطريق على الحراكات الشعبية والمقاومة في الضفة المحتلة وتمارس أشد أنواع المناكفات في موضوعة حصار وعزل قطاع غزة والذي هو القاعدة الوحيدة المتاحة اليوم محررة على أرض فلسطين التاريخية رغم حصارها واستهدافها، وهكذا فإن التيّار الذي رأى في رسالته استمرار مسيرة الكتيبة الطلابية والقطاع الغربي وأوفياء المنطلقات والأهداف وجد نفسه بظهر عار إلى الجدار في مسألة «فتحويته».

وفي الوقت الذي آمن التيار أن البرنامج الكفاحي المطلوب اليوم للتصدي للعدو الصهيوني في القدس والضفة المحتلة لمواجهة سعار التهويد والتفريغ والتغولات عبر العصيان المدني والانتفاضة، ووجد تلاقي قطاع عريض من المناضلين في فلسطين وخارج فلسطين ممن يلتقون معه في هذا التوجه وهذا البرنامج ويتفقون معه على الأسس الأساسية في البرنامج الكفاحي الشامل نحو تحرير فلسطين كل فلسطين، ولا يكون هناك من عائق شكلاني سوى شرط الانتماء لحركة «فتح» لاستيعاب هذه الطاقات وهذه السواعد المناضلة، فإن المنطق هو القفز عن ذلك وتوسيع قاعدة التيّار على أساس العام الأكبر المفضي إلى التلاقي الأرحب.

في هذا الفهم جرت مراجعات مستمرة استغرقت عدة شهور من التيّأر ليوصي أخيرا باعتماد توسيع قاعدته النضالية ويصدر بيانا قبل أسبوع ووثيقة توضح جوانب هذا القرار وما يتعلق به، إن الفكرة الأساسية ترتكز إلى ضرورة صناعة موقف جبهوي قوي ومتين يعمل رافعة للانتفاضة الشعبية والعصيان المدني الواسع في الضفة لتحقيق هدف كنس الاحتلال والاستيطان والتهويد عنها وفي مركزها القدس دون قيد او شرط، ليس المطلوب هو تكريس فصيل أو حزب جديد على الساحة النضالية الفلسطينية بقدر ما هو مطلوب تكريس موقف جبهوي فاعل وعامل ينجح في معركة انتفاضة التحرير ولجم الانزلاقات الخطيرة في الساحة الفلسطينية.

ثمة الكثير المنتظر خلف هذه الخطوة النضالية، والزمن المقبل كفيل بإلقاء المزيد من الضوء على هذه الخطوة الضرورة....