السبت 22 أيلول (سبتمبر) 2018

لا تكونوا الثور الأحمر....

السبت 22 أيلول (سبتمبر) 2018 par رئيس التحرير

ربع قرن على توقيع مسار التصفية رسميا والاعتراف بحكومة العدو وحقها في أن تنال 78 % من أرض فلسطين العظيمة مقابل اعتراف المحتل بأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل للشعب الفلسطيني، هذه هي حقيقة ما أطلق عليه اتفاق أوسلو الذي هندسه محمود عباس وبعض المعاونين ليوقعه ياسر عرفات، ولتبدأ حكومات العدو التي تلت ذلك في الإجهاز على ما تبقى من فلسطين محمية بمظلة هذا الاتفاق التصفووي المخزي، والذي انتهى إلى أن يكون الاتفاق الخياني الأشهر للقضية الفلسطينية علنا وبيد بعض الفلسطينيين.

إن نتائج هذه المصيبة التي تفوق مصيبة النكبة عام 1948 ماثلة اليوم للعيان ويلمسها الفلسطيني أينما كان وجوده في هذا العالم، لقد أصبحت هذه الكارثة هي النكبة الحقيقية التي ابتليت بها فلسطين في التاريخ الحديث ويجدر بكل فلسطيني أن يتذكّر 1993 كعام النكبة الحقيقية وليس عام 1948، فتلكم النكبة الأولى سلبت الأرض والإنسان بالقوة القاهرة، وبالمؤامرة الدولية على إرادة الشعب الفلسطيني، لكنه لم يستسلم ولا أقرّ لهذه القوة القاهرة بحق من أي نوع، وبقيت كل إنشاءات العدو حتى عام 1993 لا معنى لها، أما نكبة عام 1993 فلقد شرعنت للعدو بقلم فلسطيني ما سبق وأعطته المبادرة لما فعل لاحقا.

اليوم وبعد انكشاف كل عورات هذه النكبة، وبعد انفضاح عقم ما جاءت به على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية ووطنه ومستقبل وجوده، وبدلا من أن ينزوي حمالو حطب هذه الجريمة جانبا ملئى بما تفترضه التقيمات حسنة النية في هذه الحالة لحالهم من الشعور بالخيبة والخسران والعار والشنار، لا يفعلون ولا هم حتى بوارد المراجعة والاعتذار والمثول لحكم الشعب في أمثالهم من الفاشلين، بل إنهم يغذون السير في طريق الوحل والتصفية التي تجعل تقييم عملهم السابق المحمول على حسن النية في وارد تقييم ضدها بكل ما تفتحه هذه العملية على معنى الخيانة الوطنية المؤكدة، اليوم يعلن هذا الفاشل المأفون عباس أنه مستعد لمفاوضات مع نتنياهو سرا أو علنا، عن أي مفاوضات يتحدث هذا.؟
وعن أي مواجهة مع الأمريكان وغيرهم يسوّق عليكم خرارف فشله وهزائمه؟ وأي غزوات في الأمم المتحدة وجمعيتها العامة سينتصر فيها دونكشوت الطواحين الهوائية الذي لم نرى له بأسا إلا في استئصال بنادق كتائب شهداء الأقصى وتجويع أبناء شعبنا في غزة وغير غزة ممن رفضوا استهباله ووقاحته اللافتة والتي لم يسمع بمثلها، حشفا وسوء كيل!

معيب أن تذبح غزة من الوريد إلى الوريد وتجوّع جماهير شعبنا فيها عقابا لها على دحر العدو ثلاث مرات وعلى تطوير أداء المقاومة واقتدارها فيها ثلاث مرّات وعلى مقارعتها للعدو يوميا دون هوادة ، وها هي منذ عدة شهور لا تزال على مشهد مسيرات العودة المباركة تؤرق العدو ولا تريحه وتقود حراكها هيئة وطنية تمثل قوى المقاومة ، كيف الشعب الفلسطيني يخاصة من بالضفة المحتلة يشاهد هذه المسرحية المجرمة دون رد، كيف يمكن لأي فصيل فلسطيني يسمع ويرى سياسات واضحة معلنة لا لبس فيها تقول أنها تتفق مع أجهزة أمن العدو بنسبة 99% وتسعى لخدمته بهذه النسبة، وهي تلاحق المقاومة في كل مكان وتحاصرها في غزة طالبة منها سلاحها واقتدارها لتوضع تحت نسبة ال1% المتبقية في خدمة العدو وأجهزته، كيف يكون ذلك ممكنا ومفهوما!

إن شعبنا في الضفة المحتلة هو المسؤول الأول عن وقف هذه المهزلة المعيبة والتي لم يعاصر شعبنا مثلها طوال فترة نضاله الوطني في كافة الساحات والمواقع والأحداث التي مرّت عليه، وهو القادر على وقف هذه الجريمة النوعية والتي لم يحدث في التاريخ مثلها اليوم ودون تأخير، ماذا تنتظر الضفة وهي تنحر بسكين التهويد الواضح والعلني؟ ماذا ينتظر شعبنا فيها وهذا النفر من تجّأر القضية سيكون أول من يفر من أرض الوطن مع أي مذبحة نوعية يقترفها الصهاينة ! هل البدء بتطبيق اجراءات بسيطة على الأرض كتعليق الاعلام الفلسطينية وقرع الأواني وإقلاق راحة قطعان المستوطنين على الطرق وإظهار الاحتقار الاجتماعي في المناسبات الاجتماعية لرموز العار من خدّام التنسيق العميل ، نواطير المستوطنات والمستوطنين بشيء كبير يا أهلنا؟ ما لكم وماذا أصابكم حتى تكونوا موتى على قدم ! إن خطوة العدو القادمة في الضفة المحتلة والقدس الذبيح، وإن صمتكم اليوم هو السماح بأكل الثور الأبيض وغير ذلك هو الكذب الصريح، فلا تكونوا غدا الثور الأحمر وأنتم تنظرون....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 257 / 2183452

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

24 من الزوار الآن

2183452 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 25


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40