الأحد 2 أيلول (سبتمبر) 2018

براغيث القضية .....‍!

الأحد 2 أيلول (سبتمبر) 2018 par رئيس التحرير

عشرية تامة مرّت منذ اهتزّت الساحة الفتحاوية وهي تتابع الأحداث المتتالية التي تنذر بأشدّ الشرور على هذه الحركة التي تسمت باسم حركة اللاجئين، والتي كانت تشي بنوع النتيجة التي ستحصدها القضية الفلسطينية على يد المغامرين والمقامرين، فالمغامرة ليست دائما هي الاندفاع للهجوم على العدو، فهي أحيانا الاندفاع للاختباء بين براثن العدو كما فعل محمود عباس دائما، أما المقامرة فكانت دوما حاضرة بيد الأقزام واللصوص والجبناء وناقصي الهمم، وهم دائما يرفعون شعار الاصلاح والديموقراطية، كي تنضبط صورة «الخمسة بلدي» الخاصة بهم والتي ساقها دحلان ضد ياسر عرفات وهو محاصر، قبل أن يرقص على وقعها في مؤتمر الخلع في بيت لحم.

وبعيد حصول الكارثة الأولى وفي بقية باقية من صور الوهج الأول، لم يصلح العطّار ما أفسد الدهر وطالت صورة الانحطاط والهرولة الإفسادية على عزائم الرجال وبعض البقية الباقية، فلم تنجح تجربة «قيادة الانقاذ الموحدة» التي كانت سيفا خشبيا بيد خشبية، تحاول الإيهام بحصار طواحين الهواء الدوّارة، رغم أنها كانت تستطيع بكلمة السّر الفتحاوية القديمة أن توقف كل مسلسل الجريمة المزدوجة لو حاولت أو لو أرادت، وكان بيان كوادر حركية تصارح القاعدة المسوقة إلى عرض مسرحي بائس بطله الوحيد على مسرح الكارثة : جزرة صراف آلي أو عصا دكتاتورية الجغرافيا و«حضن التنسيق الأمني»، وهكذا تجسّدت بعض الطرق أمام تبلور تجربة تيّار المقاومة والتحرير، تحت عنوان عريض واحد، إعملوا و«لعل» و«عسى». لكن الخرق اتسع على راقع «اعملوا» وانهار تحت ركام« فالج لا تعالج».

الذين جاءوا بالأفك تحت يافطة عنوانها : كل أساليب النضال وتكتيك الهجوم السلمي، هم الذين اغتالوا البندقية تحت رغبة سائقهم الذي صار يسمي نفسه رئيس حركتهم لما تبقى من موظفين بعد أن قام قسراً بإبعاد المناضلين الى بيوتهم تحت بدعة« التقاعد » مع شريكه في تياره الاصلاحي الديموقراطي قبل أن يختلفا على سرقات الأنجال، والذين اشتطوا في الانصياع لوهم صاحب استراتيجية« التنسيق الأمني المقدس» ونظرية «دولة شرطة بدون عصا» لا رفيعة ولا غليظة تحت أقدام وبنادق مليون مستوطن صهيوني بعد تفتيت الضفة المحتلة وتحويلها إلى حارات وجزر ومعازل أمنية، هم الذين فزعوا حتى من مسيرات العودة السلمية وصور النضال اللاعنفي اياه الذي بشّروا به وملئوا الدنيا به ضجيجا، حتى لكأنهم «شحنة غاندية» على الحساب.

اليوم وبعد أن اتضح مسلسل شطب قواعد القضية الفلسطينية علنا بدءا بتهويد الأرض وفرض قانون« يهودية» عليها وفوقها، وبعد أن باتت المقدسات رهنا بما يقرره كنيست العصابة وما تطبقه مجموعات الاقتحامات اليومية على الأرض، وعند رغبة رئيس بلدية القدس المحتلة التي نزعوا عنها كل وجه فلسطيني ممكن، وبعد أن أطلق الارهابي ترامب رصاصاته الأخيرة على حق العودة واللاجئين الخمسة ملايين الذي يريد اختزالهم إلى عشر هذا الرقم، صارت حركة اللاجئين مجرّد مادة كلمات متقاطعة على لوحة الساحة الفلسطينية، وصار لابد من مراجعة حقيقية فيمن تبقى ممن تبقى على عهده وقسمه لما مضى، ولما ظنه يوما أداة لتحرير وعودة، فالماثل اليوم لا علاقة له إلا بهدف واحد وحيد لا ثاني له، كيف يبقى جالساً في فنادق رام الله مدعياً البطولات على أنواعها، بينما يفتك العدو بالماضي والحاضر والمستقبل مطمئنا إلى نوعية البراغيث التي أنتجها على مهل.....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 210 / 2183461

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

25 من الزوار الآن

2183461 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 18


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40