الخميس 16 آب (أغسطس) 2018

عن« التهدئات» والخيانات....

الخميس 16 آب (أغسطس) 2018 par رئيس التحرير

قبل أيام اجتهد أحدهم في أن يفرّق بين التهدئات والهدن على أساس أن المصطلح الأول لا يضمن اعترافا بالعدو وأن الثاني ييعترف بالعدو، وعليه فاستخدام المصطلح الأول أولى وعليه فليتم المستخدمون طريقهم فهو أسلم، وكأن اللغة لا يمكنها أن تواصل طريقها بمصطلح مثل «وقف إطلاق نار» وإبقاء الاشتباك بكل الوسائل الأخرى قائما، حيث هو الأصدق بين المصطلحات وبين النوايا إن كان هذا هو المقصود، ولكنّ الإصرار على الإنجرار لما يوحي به مصنع أفخاي أدرعي هو الواقع البائس الذي تنساق إليه كتلة الوعي التي هي تحت الكيّ.

وتحت ضغط «التهدئات» المفهومة لما تحويه بالنسبة لجماعة رام الله ،انفلتت عقيرة أحدهم صارخاً أن التهدئات التي لا تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية هي خيانة، هكذا قال عزام الأحمد المهديء التاريخي لمنظمته وجماعته، ولم يشرح لنا عزام الأحمد ما موقع التنسيق المخابراتي في منظومة الخيانة، ولم يصبر قليلاً ليضيف آخر إبداعات صاحب المقاطعة بتوصيف المقاومة الفلسطينية التي كانت مبرر منظمة التحرير الفلسطينة وهي تصبح «مليشيات»، هكذا وصف صاحب المقاطعة جميع التشكيلات الفدائية «هنا» و«هناك»، يقصد قطاع غزة الذي يحاصره بالشراكة مع أدرعي ونتنياهو، والضفة المحتلة التي يحاصرها بأجهزته وقطعان المستوطنين.

اللقاء الوطني الوحيد المفهوم والمدعوم من شعب اللاجئين والمشردين والمخيمات، الذين باستخدام آلامهم ونكبتهم يقول وينطق محاصر ومصادر منظمة التحرير الفلسطينية، هو التلاقي على برنامج كفاحي وطني يسقط اتفاق العار والخيانة« أوسلو » وكل ما بني عليه، ويعلي من كافة أشكال المقاومة والنضال الوطني بكل أشكاله وبأصله الكفاح المسلح الذي صار اسمه لدى صاحب المقاطعة «ميليشيات»، هذا هو اللقاء الوحيد المطلوب والمفهوم والذي يدعمه شعب اللجوء والقضية، أما اللقاء الذي يدعو له صاحب المقاطعة فهو لقاء منبوذ ومجرم وخائن على طول الخط، وبعد ذلك إن أراد أصحاب المصطلحات تسميته «بالمصالحة» أو« الممالحة» أو ما أرادوه بعيدا عن مطبخ أدرعي، فلا بأس في ذلك طالما جوهره هكذا.

صاحب مقاطعة رام الله الذي تفوّق على نتنياهو وكل استراتيجي الاحتلال الاقتلاعي في أمرين باتا بالنسبة له هما السيرة الذاتية بلا جدال، ألا وهما استخدام دكتاتورية الجغرافيا واستخدام نذالة الانتقامات الشخصية، حصر ظهر حاضنة المقاومة في غزة التي تشكل ربع الشعب الفلسطيني بين نار نتنياهو وناره، وحتى الأسرى الذين يتشدق أمس بأنه سيقطع من لحمه ليصلهم، بينما هو يقطع الماء والهواء عنهم بل ويقطع طريق التظاهرات التي تخرج للاحتجاج على هذه الفضائح والتذكير بمعاناتهم، بل يصل الأمر به إلى أن يرسل أحد غلمانه لتهديد القائد الأسير مروان البرغوثي متهما إياه بتولي نضال إضراب الأسرى ضد حقده المنفلت من عقاله، وهو بعد هذا الحصر لا يريد للمقاومة أن تبحث عن وقف إطلاق نار يخفف من آثار فعله إلا بأمره وبطريق منظمته التي أصبحت على يديه من أسمج النكات التاريخية.

بالنسبة لنا فنحن لا نثق بأي اتفاق مع العدو من أي نوع كان، والفعل الوحيد الذي نفهمه مع هذا العدو هو فعل إدامة الاشتباك معه وعدم إعطائه أي فرصة لالتقاط أنفاسه في أي بقعة من وطننا المحتل الذي أعلنه أرضا لمغتصبيه مصادرا التاريخ والجغرافيا فيه، ولكننا نتفهم حاجة المقاومة للتخفيف عن شعبنا بما لا يعطي العدو أية مزايا من أي نوع، وعليه فليكن وقفا لاطلاق النار مع استمرار مسيرات العودة وكافة أشكال النضال الأخرى، لا تهدئات ولا هدن ولا ما يحزنون.....



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 161 / 2183563

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

2183563 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40