السبت 4 آب (أغسطس) 2018

متى تنضج المقاومة ؟

السبت 4 آب (أغسطس) 2018 par رئيس التحرير

تشكلت المقاومة في قطاع غزة منذ ما دعته حماس بالحسم العسكري ودعته سلطة عباس بانقلاب حماس صيف عام 2007 من حركتي حماس والجهاد، أضافة إلى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية الأساس كالجبهتين الشعبية والديموقراطية، ثم لم تلبث قوات العاصفة والتي شكلت من الحالات العسكرية الفتحوية المنبثقة من كتائب شهداء الأقصى أن انضمت لواقع غرفة عمليات مشتركة خاضت فيها المقاومة من غزة ثلاث معارك لدفع عدوان العدو عن قطاع غزة.

لكنّ هذه المقاومة التي استطاعت أن تسجّل هذا الإنجاز التاريخي فلسطينيا بتشكيل هذا الرد على العدو وتسجيل حالة استعصاء عليه، كانت تحتاج إبداع الانتفاضة الذي رسملته الحراكات الشبابية المنطلقة من القدس المحتلة والتي خاضت بدورها معركتها مع واقع التهويد والاندفاع الصهيوني المستعجل لتغيير الواقع في الضفة المحتلة والقدس متسلحا« بالتنسيق الأمني» الذي قدمته سلطة عباس في الضفة جزءا من اشتراطات وجودها هناك، فانطلقت مسيرات العودة من القطاع ومعها اجتراحات الشباب الفلسطيني بطائراته الورقة المحرقة.

بالقدر الذي يقوله العقد الماضي من إنجازات مهمة حققتها المقاومة الفلسطينية في مجال المواجهة مع العدو الصهيوني ومخططاته المختلفة، بالقدر الذي يقوله من اخفاقات واضحة في مستوى التعامل مع البيئة الحاضنة وشروط المحافظة عليها وتنمية مواقعها في خدمة المواجهة كرقم استراتيجي، لا يمكن أن تكون علامة النجاح لأي مقاومة في التاريخ من مادة المواجهة العسكرية وحتى إن أضيف لها مادة الاستثمارات السياسية طالما هي بمعزل عن مادة الجماهير وبند الحاضنة الشعبية.

أن تكون هذه المقاومة مشغولة بتقديم الأعذار تلو الأعذار عن تهدئاتها المتنوعة واشتراطاتها وكذلك عن حروبها السلطوية مع شقيقها السطوي في رام الله، لهو عين الاخفاق ومكمن العيوب المتناسلة، إنها أشبه بورقة التوت الأولى التي لن تكفي تماما مثل الكذبة الأولى لتغطية خارطة التوهان والمناكفات والمفارقات التي سوف يصطلح عليها لاحقا بالانقسام الفلسطيني والانفصال الفلسطيني، طبعا من غير أن يكون هناك من مجال لإنكار ذهاب الشق السلطوي الضفاوي لأقصى مدى في النذالة السياسية عبر جرائم العقوبات المتنوعة والتي تصيب المواطن الفلسطيني في غزة أكثر مما قد تفرض الخضوع على مقاومة غزة.

في المقارنة بين واقع حال المقاومة اللبنانية الشقيقة وواقع حال المقاومة الفلسطينية من هذا الباب تحديدا مع إدراك كل الفروقات الممكنة في الواقعين وتسجيلها عند المقاربة، إلا أن الجوهر لا يمكن التحايل عليه بحال وهو يقول أن الدروس والعبر التي قدمتها المقاومة اللبنانية لم تأخذ اهتماما من شقيقتها الفلسطينية على الأقل لتقليد بعضها في مجال الحاضنة الشعبية، فالمقاومة اللبنانية لم تندفع إلى واجهة السلطة والإدارة وملفات الجمهور تاركة ذلك لحكومات وبرلمانات اكتفت هي بأن تتمثل فيها بكتلة تراقب وتمارس من الخلف دورها لحماية المقاومة.

في قطاع غزة كان جزء حماس من المقاومة وليس الجهاد الاسلامي مثلا قد أصرّ على دخول الانتخابات« المحلية» الفلسطينية بأنواعها تحت شعار حماية «المقاومة »، وأيضا هو نفّذ حسمه« العسكري» تحت نفس الشعار، وكان يكفي أن يفعل ذلك ويرشّح عنه في كل الأحوال من يمثله في إدارة أو نيابة دون حمل الجمل بما حمل أو حمل سلة البيض باليد الواحدة وادعاء أن ليس بالامكان أكثر مما كان، من قال أن المقاومة عليها أن تتفاوض للحصول على معبر وميناء ؟! إذ لا تجارب الشعوب ولا القوانين الثورية ولا أي صيغة في الأرض تقول أن المقاومة يجب أن تكون بديل المجتمع وبديل حاضنتها في ذات الوقت، لو فعلت حماس جزءا من هذا العرف لابتعدت بغزة والمقاومة عن ماراثونات مواجهة مجانية كان ممكن تلافيها....

والسؤال اليوم: هل تنضج المقاومة؟



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 154 / 2183507

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

2183507 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 27


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40