السبت 30 حزيران (يونيو) 2018

الاستحقاق الوحيد هو « ثورة القرن»

السبت 30 حزيران (يونيو) 2018 par رئيس التحرير

يستمر الإمبريالي الأمريكي وربيبه الاستعمار الصهيوني في التهليل لمجموعة هلوسات لا تبدو واضحة الإعلان حتى الساعة تحت التسمية الكودية «صفقة العصر»، وجوهر هذه الصفقة كان ولا يزال يمر تحت عنوان تصفووي وتفريطي للحقوق الفلسطينية سبق وان أعلن عباس عند لقائه ترامب فور انتخابه ترحيبه بها حتى قبل أن يفهم ما هي محتوياتها، وإن اتخذ لاحقا موقفا شكلانيا على أساس أنه فوجيء بقاعها المضعضع، وهو موقف المقاطع لاجتماعاتها، بينما هو يرسل موظفي جهاز مخابرات سلطته لللقاء عنوانه الترتيب لتمرير هذه الصفقة.

الحقوق الفلسطينية أخذت منحى القبول بتآكلها على يد منظمة التحرير الفلسطينية منذ القبول بالقرارات التي أصدرتها الأمم المتحدة عقب هزيمة النظام العربي في عدوان عام 67، وعندما سارت هذه المنظمة على وقع الانحراف الكبير بالقبول بدويلة فلسطينية على 22% من فلسطين التاريخية تحت فزاعة مركبة صنعتها بنفسها، وهي أن العرب سيفرطون بالحقوق الفلسطينية طالما لا ممثل «شرعي وحيد» لفلسطين، وأن القبول بمرحلية الكفاح هو تكتيك مقبول ضمن استراتيجية التحرير الشامل التي تلتزم بها هذه المنظمة أمام شعبها، وأهمها تحقيق« العودة » وضمان استمرار الكفاح الوطني.

بعد ربع قرن من الفشل المتعاظم والذي وصل إلى الحد الذي تمارس فيه سلطة هذه المنظمة الجرائم الوطنية من الطراز العجيب في حصارها لما تسميه« جناح الوطن »، وتؤسس للمزيد من الضغوط الحياتية على شعب هذا «الجناح » بحيث تقوده إلى ممر إجباري إما بالرضوخ لمدخلات هذا المشروع التصفووي الجديد، أو بدفع المقاومة في غزة للرضوخ بالسماح باتصالات غير مباشرة مع العدو لتأمين انفراجة حياتية لهذا الشعب بدفعة مقدمة قوامها «التهدئة» مع العدو، وبكلي هذين السيناريوهين يكون المستفيد الأوحد هو العدو نفسه، والمفارقة أنها تصنع ذلك في الوقت الذي تعلن فيه أنها تفعله طلبا للمصالحة الوطنية ودفعا لصفعة القرن، في أثناء ممارستها التنسيق الأمني وإرسالها المندوبين للقاء مدير الموساد ومسؤولي الاستخبارات الامريكية.

شعبنا بات يدرك جوهر الحقيقة والمصير المرسوم وإن لم تمتلك قيادة سلطة الفرض في منظمة التحرير والسلطة وفتح أن تصارح شعبها بالحقائق، فالمستوطنون الصهاينة الذين انتقلوا اليوم في الضفة للمارسة بروفا«التهجير الاقتلاعي المجزراوي»، والقضم والضم القائم على قدم وساق بالاضافة إلى تهويد القدس، لم يعد يحتاج أدلة، وهو بالقطع سيكون قد وصل إلى قناعة أنه حصد هذه الأشواك والآلام بعد مسيرة طويلة من التنازلات والتراجعات والتفريط تزعَمه هذا التيار وهذه المليشيا التصفووية نفسها منذ السبعينات ولم تبدأ أمس فقط، وهو أدرك أن انتفاضته المجيدة الأولى مطلع الثمانينات كان بإمكانها أن تطرد الاستيطان والاحتلال وتحقق تحريرا وطنيا للضفة وغزة أفضل ألف مرة لو بقيت انتفاضتها دون تجيير ذلك لمنظمة التحرير ونهج التصفية فيها.

اليوم يوجد فارق كبير في الصورة قوامه ترنح أحلاف الامبريالي في غير موضع في النظام الدولي، وهزيمة أمريكا في العراق وسوريا ولبنان باتت واضحة المعالم، ومعها هزيمة العدو المتكررة في لبنان وفي غزة، اليوم المقاومة أصبحت حلفا استطاع كسر العديد من المعادلات مع هذا العدو الصهيوني الذي بات في عزلة شبه تامة عن العالم جر إليها ترامب معه تحصيل حاصل في المشهد الدولي، وفي ذات الوقت تضغط مسيرات العودة يوميا على عصب العالم الذي لا يمكنه أن يتجاهل طويلا هذا الحدث الهام في فلسطين والذي أخذ في تطوير أدواته من البالونات والطائرات الورقية الحارقة، إلى قص الأسلاك الحاجزة واختراق تحصينات جنود العدو، وحرقها واغتنام بعض مما فيها من عتاد.

مسيرات« ارفعوا العقوبات عن غزة» في الضفة المحتلة وأراضينا المحتلة منذ العام 48 أدت إلى تكريس الصورة الحقيقية للوحدة الوطنية بعيدا عن دعائيات الفصائل الداخلة في مهرجان المصالحات، واتضح أن شعبنا واحد متصالح مع هذفه بالتحرير والعودة ومصر على كنس الاستيطان وصيانة المقدسات مهما بلغت التضحيات، اليوم يمكن وبسهولة أن يرد شعبنا على «صفعة القرن » وذلك« بثورة القرن» بصورة معادة لثورة وعصيان عام 1936، ليس مطلوبا أكثر من هذا ليستطيع شعبنا أن يركع العدو وأمريكا ومن يتموضع معهما اليوم ويجبرهم على الانكفاء والاندحار عن الضفة والقدس دون قيد أو شرط، إن الرد الوحيد الممكن والطبيعي هو بيد شعبنا وحده، وعليه أن يفرضه في الميدان رغم أنف الأذلاء.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 163 / 2183376

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف مقالات رئيس التحرير   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

30 من الزوار الآن

2183376 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 26


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010

https://www.traditionrolex.com/40 https://www.traditionrolex.com/40