تشهد الحالة العربية والفلسطينية مخاضا جديدا بعد العدوان الصهيوني الجديد الأخير على العاصمة العربية دمشق، وبعد تصاعد الهجمات المسعورة لقطعان المستوطنين على المسجد الأقصى المبارك. فمن جهة أعلنت سوريا عن بدء النضال المقاوم من الجولان المحتل. ومن جهة أخرى قابل العرب المسؤولون والفلسطينيون الرسميون ما يجري ضد المسجد الأقصى بكثير من البرود، مكتفين كعادة من لا يريد فعل شيء بالتنديد والتحذير اللفظيين.
كثيرا ما كان معارضو سوريا والمقاومة يتحدثون عن صمت المدافع على جبهة الجولان طوال عقود بعد حرب 1973، ناسين وجود اتفاقية مع الاحتلال برعاية دولية لا تسمح لأي من الطرفين بالإخلال بأمن الطرف الآخر. ولكن العدو الصهيوني تجاوز الاتفاقية أكثر من مرة، مراهنا على عدم قدرة سوريا وحدها خوض حرب مفتوحة معه. وفي الأخير استغل الوضع السوري الداخلي ليدس أنفه في الشأن السوري ويدخل على خط الأزمة السورية. من المؤكد أن التدخل العسكري الصهيوني كان لتحقيق أكثر من هدف. من بين الأهداف: العمل على تأزيم الوضع ومساعدة المسلحين لاحتلال دمشق في أثناء العدوان. والهدف الثاني إحراج تحالف قوى المقاومة وربما جرهم إلى معركة اختار هو زمانها وحدد مكانها، ولكن الهدوء والثقة والتفكير السليم أدت كلها إلى تغيير في أسس اللعبة.
لم تعد الجولان جبهة مجمدة، والسلاح الذي يخشاه الصهاينة يصل إلى المقاومة اللبنانية، والمعادلة اختلت. فثمة توازن حقيقي يمنع العربدة الصهيونية أو يحول بينها وبين أن تنطلق على هواها مختارة زمان ومكان المواجهة.
الجبهة الشعبية للتحرير والتغيير، حدث جديد في سوريا يسجل فيها من يرغب في ممارسة حقه المشروع في مقاومة الاحتلال من السوريين والعرب على السواء. كما أن جبهة الجولان مفتوحة اليوم أمام المقاومة الفلسطينية لتمارس الحق التاريخي والمشروع للاحتلال الصهيوني الذي يجثم على صدر فلسطين، كما على الجولان وبعض الجنوب اللبناني.
من شاء الجهاد ضد العدوانيين الصهاينة فالساحة أمامه مفتوحة تماما. وعلينا أن ننبه من اليوم كما نبهنا سابقا بضرورة ألا تضيع البوصلة أمام أحد. العدو الوحيد للأمة هو الكيان الصهيوني وليس سواه، إلا من اتبعه وأيده وناصر باطله على حقنا الواضح والصريح والمعلوم.
أما في القدس ـ عاصمة فلسطين ـ والمدينة المقدسة للمسلمين والمسيحيين فإن على الجميع أن يتذكر الوعود والتهديدات والعنتريات التي طالما صدرت عن جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي من أن المساس بالأقصى خط أحمر. ها هم المستوطنون يدنسون الأقصى وبحراسة الشرطة والجيش الصهيوني ولا يجدون سوى صدور أهلنا العارية في مواجهة هوسهم وسعارهم وجنونهم. أين المنظمات الإسلامية؟ أين الذين يدعون إلى (الجهاد) في سوريا واستباحة الدم السوري الطهور؟ أين دعواهم الجهادية التي تحيد عن المسار القويم للجهاد الحقيقي؟ أليست القدس أولى؟ أليس الأقصى أولى؟ ومن أباح لهم حرية إصدار الفتاوى بتكفير المسلمين والعمل على إهدار دمائهم؟
أليست فلسطين أولى بالجهاد؟ أليست هي الأولى بالشهادة في سبيل الأقصى والمقدسات العربية والإسلامية؟ أين النخوة العربية ـ الإسلامية مما يجري من تهويد للقدس وكامل فلسطين ومن محاولة لتهديم المسجد الأقصى؟
على المقاومين والمخلصين للأمة والدين وفلسطين أن يوجدوا استرتيجية جديدة توحدهم، وتوحد جهودهم لمقارعة المحتل وأدواته وخدمه ومن يسنده.
الخميس 16 أيار (مايو) 2013
استراتيجية جديدة للمقاومة
الخميس 16 أيار (مايو) 2013
par
نواف أبو الهيجاء
مقالات هذا المؤلف
الصفحة الأساسية |
الاتصال |
خريطة الموقع
| دخول |
إحصاءات الموقع |
الزوار :
14 /
2189791
ar أقسام الأرشيف أرشيف المقالات ? | OPML ?
موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC
11 من الزوار الآن
2189791 مشتركو الموقف شكراVisiteurs connectés : 11