الخميس 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2017

طي صفحة المصالحة

الخميس 5 تشرين الأول (أكتوبر) 2017 par يونس السيد

هل طوي ملف المصالحة الوطنية فعلاً، وانتهى الانقسام الفلسطيني، بعد 11 عاماً من حالة التشرذم والضياع، تخللها صراع مرير بين حركتي «فتح» و«حماس» على كل المستويات السياسية والعسكرية؟، علاوة على العقوبات الاقتصادية، وشهد خلالها قطاع غزة ثلاث حروب شردت وأودت بحياة عشرات الآلاف، ودمرت مئات آلاف المنازل والبنى التحتية، وحوّلت حياة مليوني إنسان إلى جحيم في ظل حصار خانق ومتواصل يفرضه الاحتلال.
من المبكر الحديث عن طي صفحة المصالحة؛ نظراً للتجارب الكثيرة السابقة، التي لم تحصد سوى الفشل الذريع؛ وللصعوبات الكبيرة التي تواجهها الملفات العالقة، وفي مقدمتها الأمن والمعابر إلى جانب الموظفين؛ لكن يمكن القول إن قطار المصالحة انطلق، هذه المرة، تحت ضغط الضرورة على الجانبين، برعاية وإشراف مصرية، وسط آمال بطي هذه الحقبة السوداء في التاريخ الفلسطيني.
مشهد وصول الحكومة الفلسطينية ورئيسها إلى قطاع غزة، وتسلم السلطة من حركة «حماس» والاستقبال الشعبي اللافت الذي حظيت به، يشي بوجود إرادة سياسية ورغبة جماهيرية في الوصول إلى توافق، وإعادة اللحمة إلى جناحي الوطن؛ حيث إن الجانبين كان ظهرهما إلى الحائط، السلطة وصلت إلى طريق مسدود في البحث عن تسوية سياسية، خصوصاً، وأن إدارة ترامب رفضت حتى الالتزام بمبدأ «حل الدولتين»، ناهيك عن ضغوط الاحتلال ومضاعفة الاستيطان، لتجد نفسها مجرد شاهد زور يدحض مبرر بقائها ذاته، فيما أوصلت حركة «حماس» قطاع غزة إلى حافة الانفجار، دون القدرة على فتح أفق أو إعطاء أي أمل للناس، الذين وجدوا أنفسهم يعيشون في العصور الوسطى، ولم تعد لديهم إمكانية البقاء على قيد الحياة.
لكن مصالحة الضرورة، رغم ذلك، لم تكن لتنطلق لولا رفع الفيتو الأمريكي - «الإسرائيلي» الذي كان وراء إفشال كل المحاولات السابقة؛ وذلك ارتباطاً بالإعداد لما يسمى «صفقة القرن» عبر عقد «مؤتمر إقليمي» يفضي إلى «تسوية تاريخية» تراهن عليها السلطة برعاية إدارة ترامب، وهو رهان يقتضي من السلطة الظهور بمظهر تمثل فيه الفلسطينيين كافة.
كل المؤشرات تقود إلى أن نجاح المصالحة من عدمه يظل مرهوناً بإمكانية نجاح التسوية السياسية المفترضة؛ لكن حتى ذلك الحين ثمة ملفات شائكة تهدد إتمام العملية، فإلى جانب القضايا العالقة وأبرزها يتمثل ب (الأمن والمعابر والموظفين) هناك ملف الانتخابات التشريعية والرئاسية ومسألة عقد المجلس الوطني الفلسطيني، إلى جانب تفعيل وإعادة بناء منظمة التحرير، وهي كلها ستناقش على مائدة الحوار في القاهرة، وهي أيضاً قد تبطئ أو تعرقل عملية المصالحة برمتها.
من حق الفلسطينيين أن يتشككوا، رغم الرغبة الجامحة لديهم، في نجاح المصالحة، ناهيك عن أن كل التجارب السابقة خذلتهم، فإن الخيارات المطروحة للحوار لا تحمل الجدية اللازمة والمطلوبة لإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني وحق الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال، كبديل عن نهج التسويات، وكخيار أساسي لانتزاع الحرية والاستقلال.



الصفحة الأساسية | الاتصال | خريطة الموقع | | إحصاءات الموقع | الزوار : 84 / 2160627

متابعة نشاط الموقع ar  متابعة نشاط الموقع أقسام الأرشيف  متابعة نشاط الموقع أرشيف المقالات   ?    |    titre sites syndiques OPML   ?

موقع صمم بنظام SPIP 3.2.7 + AHUNTSIC

Creative Commons License

18 من الزوار الآن

2160627 مشتركو الموقف شكرا

Visiteurs connectés : 15


تصدر عن الاعلام المركزي _ مفوضية الشؤون الاعلامية - تيار المقاومة والتحرير

المواد في الموقع لا تعبّر بالضرورة عن رأي التحرير وجميع الحقوق محفوظة للموقف وشبكة الجرمق - تشرين ثاني -2010